بعد21 سنة.. البوسنة لا تزال تدفن رفات ضحايا "سربرنيتسا"

سراييفو

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
11 يوليو 2016
8691E22A-0660-4FEF-BA0D-CBF16B51B534
+ الخط -
مازالت مدن وبلدات البوسنة والهرسك تعيش تبعات مجزرة "سربرنيتسا" التي وقعت قبل أكثر من عقدين من الزمان، وراح ضحيتها آلاف المدنيين على أيدي قوات صربية في نهاية حرب البوسنة.
وتستعد العاصمة سراييفو، اليوم الإثنين، لدفن رفات 127 من ضحايا مجزرة "سربرنيتسا"، بعد نحو أسبوع من العثور عليهم في مقبرة جماعية قرب مدينة "فيسوكو" (وسط)، بالتزامن مع حلول الذكرى السنوية الـ21 للمجزرة التي راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف مسلم في تصفية عرقية متعمدة.

ونُقل الرفات، أمس الأحد، من مدينة "فيسوكو"، إلى سراييفو، تمهيداً لدفنها بعد صلاة ظهر اليوم، في مقبرة "بوتوكاري" بالعاصمة، كما شهدت سراييفو، ومنذ ساعات الصباح الأولى، توافد مئات الأشخاص من عائلات الضحايا على المقبرة، للمشاركة في مراسم الدفن، حيث أخذوا في الدعاء لهم، وذرفوا الدموع لذكراهم.

وحضر إلى المقبرة، منذ الصباح، آلاف الأشخاص الذين قدموا من عدّة دول، ليشاطروا البوسنيين آلامهم في ذكرى المجزرة.

ومن بين الضحايا الـ127 الذين سيتم دفنهم اليوم، 12 شخصاً كانت أعمارهم أقل من 18 عاماً حين تم قتلهم، وأصغر شخص بين الضحايا كان يبلغ من العمر 14 عاماً، في حين كان عمر الأكبر سناً 77 عاماً.

ومع من سيتم دفنهم اليوم، يرتفع عدد الضحايا المدفونين في مقبرة بوتوكاري، إلى 6 آلاف و504.
وشارك آلاف البوسنيين في "مسيرة السلام" التي انطلقت من بلدة "نزوك"(وسط)، إلى مدينة سربرنيتسا، الجمعة، إحياءً لذكرى المجزرة التي ارتكبتها القوات الصربية في 11 يوليو/تموز 1995.
وسلك المشاركون طريق الغابات والتلال، التي مر عبرها في يوليو/تموز 1995 بالاتجاه المعاكس (فراراً من سربرنيتسا إلى نوزك)، آلاف البوسنيين من سربرنيتسا، هربا من القوات الصربية.

وأشار منير حبيبوفيتش، أحد أعضاء اللجنة المنظمة للمسيرة، إلى مشاركة أشخاص من دول عديدة، في المسيرة.

وكانت القوات الصربية بقيادة راتكو ملاديتش، دخلت سربرنيتسا في 11 يوليو/ تموز 1995، بعد إعلانها منطقة آمنة من الأمم المتحدة، وارتكبت مجزرة جماعية راح ضحيتها الآلاف، وذلك بعدما قامت القوات الهولندية العاملة هناك بتسليم عشرات الآلاف من البوسنيين إلى القوات الصربية.
تم تحميل رادوفان كاراديتش، الزعيم السياسي لصرب البوسنة، والجنرال راتكو ملاديتش، الذي قاد المليشيا الصربية بالإضافة للعديد من القادة السياسيين والعسكريين وشبه العسكريين، المسؤولية عن تنظيم عمليات قتل المدنيين وتشريدهم. فيما لا يزال معظمهم متوارياً عن الأنظار وملاحقاً من الإنتربول وقوات الأمم المتحدة في البوسنة.
واتهم أهالي الضحايا القوات الهولندية العاملة في نطاق قوات الأمم المتحدة بعدم الدفاع عن أهالي المدينة وتسليم من التجأ لثكنة هذه القوات لميليشا صرب البوسنة التي قتلتهم جميعاً لاحقاً.
في عام 2004 أعلنت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي الخاصة بيوسغلافيا السابقة، في ما سُمّي بقضية كراديتش، أن ما حصل في "سربرنيتسا" هو "عملية تطهير عرقي عن سبق الإصرار والترصُّد"، وذلك وفقاً للقوانين الدولية، باعتبار توفر أدلة قطعية تدين القادة الصرب الذين خططوا للمجزرة.
وفي عام 2005، أشار الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك، كوفي عنان، في رسالة الاحتفال بالذكرى السنوية العاشرة للإبادة الجماعية، إلى أن اللوم يقع بالدرجة الأولى على أولئك الذين خططوا ونفذوا المذبحة والذين ساعدوهم، ولكنه يقع، أيضاً، على الدول الكبرى والأمم المتحدة، كون الأولى فشلت في اتخاذ إجراءات كافية، والثانية - أي الأمم المتحدة- ارتكبت أخطاء جسيمة قبل وأثناء وقوع المجزرة، ولذلك ستبقى مأساة سربرنيتشا نقطة سوداء في تاريخ الأمم المتحدة إلى الأبد".

(العربي الجديد)