"مصر للطيران" تنفي التقارير الفرنسية: نثق بالطيار وسلامة الطائرة

02 يونيو 2016
أسباب سقوط الطائرة غير واضحة بعد (getty)
+ الخط -

جدد إعلان رئيس شركة مصر للطيران، صفوت مسلم، اليوم الخميس، ثقته في السلامة الفنية لطائرة الشركة، التي تعرضت للسقوط في مياه البحر المتوسط، قبل أكثر من أسبوعين، اللغط حول أسباب السقوط.

ووصف مسلم تقارير إعلامية عن إرسال الطائرة التي سقطت في البحر المتوسط الشهر الماضي سلسلة تحذيرات فنية، خلال رحلات قامت بها خلال 24 ساعة قبل اختفائها من على شاشات الرادار، بأنها غير صحيحة. 

وقال، على هامش الاجتماع السنوي للاتحاد الدولي للنقل الجوي (آياتا) في دبلن، ردّاً على سؤال حول التقارير الإعلامية الفرنسية "بالنسبة لي هذا غير صحيح". وأضاف أن الطائرة، وهي من طراز "إيرباص إيه 320"، لم تواجه أية مشاكل تتعلق بالصيانة قبل مغادرتها وأنها كانت "طبيعية". وتابع قائلاً "نثق تماماً بالطائرة والطيار". 

وقالت مصادر في لجنة التحقيق المصرية إنه تم تقليص نطاق البحث عن الطائرة المنكوبة إلى كيلومترين بدلاً من خمسة، بعدما تلقت سفينة فرنسية إشارة من أحد الصندوقين الأسودين للطائرة.

ونشرت الصفحة الرسمية للجيش المصري أول صور ولقطات فيديو لما وجدته وحدات القوات البحرية والجوية من بقايا حطام الطائرة ومتعلقات الركاب، بحيث أظهرت تهالكها وتفتتها نظراً لسقوطها من ارتفاع يجاوز 37 ألف قدم، فيما قال مصدر خاص بوزارة الطيران المدني، في تصريحات سابقة، لـ"العربي الجديد"، إن "عمليات انتشال الحطام التي تجري بمشاركة اليونان وقبرص وفرنسا وبريطانيا تسير ببطء شديد، لأن منطقة البحث هي الأكثر عمقاً في شرق البحر المتوسط كله".

وأضاف المصدر نفسه أن "صور الحطام والمتعلقات وحتى بقايا الأشلاء، التي وجدت، لا تكشف بذاتها عن سبب سقوط الطائرة"، مشيراً إلى أنه من اللافت "عدم ظهور أية آثار احتراق في جميع أجزاء الحطام التي وجدت"، رافضاً ترجيح أي سيناريو على آخر نتيجة لهذا الأمر.

ورفض المصدر التعليق على بيان هيئة السلامة الملاحية الفرنسية عن إصدار إنذارات من نظام الطائرة بتصاعد دخان من مقدمتها ومؤخرتها قبيل السقوط، مؤكداً أنه "من السابق لأوانه الحديث عن هذه الأمور دون التوصل لأي من الصندوقين الأسودين".

وفي سياق تحليل المعلومة الجديدة الخاصة بإنذارات الدخان، قال خبير مصري في الطيران المدني، تحفظ على نشر اسمه، إن هناك نظامين للإنذار في حالة تصاعد أي دخان أو اكتشاف حريق في أي جزء من الطائرة؛ الأول هو نظام إنذار آلي في أجهزة الطائرة، والثاني هو النظام اليدوي الذي يستخدمه قائد الطائرة أو مساعده لإبلاغ هيئة المراقبة الجوية التي يتواجد في محيطها، أو أية هيئة أخرى تملك وسيلة الدخول على شبكة رسائل الطائرة اللاسلكية.

وأضاف الخبير: "وفقاً لتصريحات الجانب الفرنسي، فإن الرسائل المقصودة تتبع النظام الأول الآلي، وذلك لأنه لا توجد قوة على وجه الأرض تملك الآن التكهن بما فعله قائد الطائرة المصري، في ظل فقدان الصندوقين الأسودين، إلاّ أن رصد إنذارات بانبعاث دخان تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن قائد الطائرة كان أمامه الوقت لإرسال رسائل استغاثة أخرى قبل السقوط، لأن هذا معناه أن الدخان تصاعد لعدة دقائق قبل أن تسقط الطائرة بمعدل 15 ألف قدم، ثم استدارتها حول نفسها ثم سقوطها مرة واحدة إلى البحر بحسب أجهزة الرادار اليونانية".

وأوضح الخبير أن "رصد الجانب الفرنسي هذه الإنذارات، يعيد إلى الأذهان ما أعلنته شركة مصر للطيران في أول بياناتها عن الحادث، بأن قائد الطائرة أرسل استغاثة إلى الجيش المصري، وهو ما نفاه المتحدث الرسمي باسم الجيش في وقت لاحق، مما يتطلب فتح تحقيق عاجل في هذه النقطة".