تونس: سجناء ومرضى يجتازون امتحانات البكالوريا

01 يونيو 2016
تشهد الامتحانات في تونس عددا من الإجراءات الاستثنائية (Getty)
+ الخط -
انطلقت، صباح اليوم الأربعاء، في تونس، امتحانات البكالوريا (الثانوية العامة)، وسط إجراءات أمنية مشددة ومراقبة إلكترونية لإحباط أي محاولة غش تستعمل الوسائل الحديثة.

ودشنت الامتحانات بطريقة شدّت أنظار التلاميذ، حيث قال مراسلون صحافيون من مدينة بوحجلة، في محافظة القيروان (وسط)، إن التلميذ مروان العيفاوي، تلقى، أمس الثلاثاء، اتصالا من مدير المعهد، لإعلامه أنّه نجح في امتحانات البكالوريا 2015-2016، طالباً منه عدم اجتياز امتحانات البكالوريا.

وتعود أسباب الحادثة الطريفة إلى حصول خطأ في احتساب المعدل السنوي للتلميذ عند اجتيازه امتحان السنة الماضية، باحتساب معدلات أقل من التي حصل عليها أثناء الموسم الدراسي، وبالتالي يقع احتساب هذه الأعداد بالنسبة للتلاميذ الراسبين آليا في امتحانات آخر السنة، بنسبة 25 في المائة.

ولم يفطن التلميذ إلى هذا الخطأ إلا منذ فترة قصيرة، عندما تقدم بطلب عمل في سلك الأمن، وبعد التدقيق في وثائقه الدراسية الضرورية، فطن إلى الخطأ وتقدم باعتراض لدى وزارة التربية التي أنصفته في نهاية الأمر.

وتشهد امتحانات البكالوريا كل عام في تونس، عددا من الإجراءات الاستثنائية الخاصة ببعض فئات الشباب، حيث يتقدم لامتحانات هذا العام 10 سجناء، يمتحنون في قاعات خاصة بالسجون، بعدما تم تمكينهم طيلة العام الدراسي من المراجعة، ويحظون بعناية خاصة قبل الامتحان.

كما يتم هذا العام تكبير الخط لـ52 حالة، وترجمة المواضيع إلى اللغة الفرنسية في مادتي الفلسفة والجغرافيا لـ29 تلميذا، وتقديم المواضيع مكتوبة بطريقة "براي" الخاصة بالمكفوفين لـ50 تلميذا، وإضافة ثلث الوقت القانوني لكل حصة اختبار لـ162 حالة.

وساءت، صباح اليوم، صحة تلميذة كانت ستجتاز الامتحان في إحدى المصحات الخاصة بالعاصمة، ما منعها من اجتياز اختبار مادّة الفلسفة، رغم جهود الكادر الطبي، ما دفع وزير التربية، ناجي جلول، إلى التعبير عن أسفه لهذه الحادثة، وأمله في أن تتمكن التلميذة من التعافي واجتياز الامتحان في دورة التدارك بعد نحو أسبوعين.

ولأول مرة في تونس، مكنت وزارة التربية تلميذة من الاستعانة بلوحة رقمية خاصة، بغية تصوير النص وتكبيره، نظرا لإصابتها بقصور بصري حاد، لأنها رفضت الاعتماد على التلميذ الكاتب (يستعين به بعض المكفوفين أو ضعاف البصر) وإصرارها على التعويل على إمكانياتها الخاصة واجتياز الامتحان في ظروف عادية.

وتزامنت امتحانات هذا العام مع عودة تمثال الرئيس التونسي السابق، الحبيب بورقيبة (1903 - 2000)، إلى الشارع الرئيس الذي يحمل اسمه في العاصمة تونس. واعتبر الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، خلال تدشينه الموقع، أن هذا اليوم (أول يونيو/حزيران)، يوم مميّز جمع بين اجتياز التلاميذ امتحان البكالوريا وبين عيد النصر وإعادة نصب تمثال الزعيم بورقيبة في العاصمة، وهو الذي استثمر في التعليم وعمّمه في كل أرجاء البلاد.

المساهمون