النزوح من الرقة لا يقل خطورة عن البقاء

25 مايو 2016
طريق النزوح محفوفة بالمخاطر (الأناضول/GETTY)
+ الخط -
تشهد مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، شمال شرقي سورية، حركة نزوح كبيرة بعد المعلومات المتواترة عن قرب معركة السيطرة على المدينة، التي سبقها إلقاء طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، مناشير تدعو المدنيين لمغادرتها نحو مناطق أكثر أمناً.


من جانب آخر، أثارت تلك المناشير وإعلان بدء معركة السيطرة على الريف الشمالي من قبل قوات سورية الديمقراطية، مخاوف كثيرة تترتب على تحديد الوجهة التي سيختارها النازحون، فحسب المعلومات الواردة من هناك فإن تنظيم "داعش" أذاع في المساجد عبر مكبرات الصوت أنه يسمح للمدنيين بالمغادرة إلى الأماكن الخاضعة لسيطرته فقط، محذراً إياهم من التوجه شمالاً نحو المناطق التي أشار التحالف إلى أنها الأكثر أمناً، حيث تجري تجهيزات لمعارك مع القوات التي بدأت زحفها أمس الثلاثاء، وسيطرت على بلدة تل السمن جنوب عين عيسى.

ولا يسمح التنظيم عادة بخروج المدنيين إلى المناطق الخارجة عن سيطرته، إلا لموجبات صحية يقدّرها هو، ومن أراد أن يسلك طرق التهريب فقد يضطر إلى دفع مبالغ طائلة إلى جانب الخطر الذي يحيط بتلك الطرقات من الألغام وقطاع الطرق، بالإضافة إلى الجوع والعطش والضياع في الصحراء الواسعة.

ولجأ النازحون مؤخراً إلى التوجه نحو محافظة السويداء، إذ يسلكون طريقاً التفافياً من الرقة ثم إلى العراق، ليعودوا إلى سورية من معبر التنف الحدودي، ثمّ إلى السويداء فيحتجزهم النظام في مخيمات بالمدارس ويمنعهم من متابعة الطريق إلا بموجب كفيل من المدينة يمكّنهم من استكمال رحلتهم إلى دمشق.

ومن جهة أخرى، يتوجه مغادرو مناطق التنظيم نحو مناطق سيطرة المعارضة في ريف حلب، إلّا أنّ الطريق إليها صعب جداً بسبب الاشتباكات الدائرة بين الطرفين من جهة، وحقول الألغام التي زرعتها الجهتان هناك، والتي تسببت بمقتل العشرات من الرقة أثناء محاولتهم الوصول إلى تلك المناطق.