"بعبدا" يحتفل بختام دورة تدريبية للسجينات في لبنان

18 ابريل 2016
فرصة لتسويق المنتجات من السجن إلى الأسواق (العربي الجديد)
+ الخط -
سبق موعد الحفل المُقرر في سجن بعبدا للنساء، شمالي العاصمة بيروت، ورشة ترتيب وتنظيف للطابق الذي سيشهد تسليم الشهادات. رتبت سجينتان، وعدد من متطوعات جمعية "دار الأمل" صفوف الكراسي وحضرن كل شيء لاستقبال السجينات المُكرمات، والحضور في الطابق العلوي من السجن.

إنه الطابق الوحيد الذي تدخله الشمس في المبنى، وقد تمت إضافته عام 2008 ليتحول إلى مكان "النزهة اليومية"، لحوالي 70 سجنية تقضي مدة عقوبتها حالياً.

خضعت 37 منهن لدورات في فنون التجميل والتطريز والفندقة، إلى جانب سجينتين من سجن "بربر الخازن" في بيروت، حضرت 20 منهن للتكريم وتسلم شهادات الخبرة من الجمعيات والمدربات الشريكات، اللاتي قدمن الدورات وفرص لبيع المنتجات خارج قضبان السجن.

تناست السجينات المُشاركات في الدورات رهبة الكاميرا سريعاً، وبدأن باختيار الأسماء الوهمية التي سيستخدمنها للحديث إلى الصحافيين.

"سأختار اسم الباش مريم لأتحدث إليكم"، قالت مريم، وهو اسم مستعار، إن "الدورات مفيدة في شقين: الأول مباشر داخل السجن حيث قضينا ساعات طويلة طوال مدة الدورات (6 أشهر)، كانت هذه الساعات أشبه بالعلاج النفسي الذي ساعدنا على تحمل صعوبات السجن".

وفي الشق الثاني تأمل مريم أن تساعدها الدورات في العثور على عمل بعد خروجها من السجن، "لأن تعدد المهارات يُسهل عملية البحث عن عمل".

لم تنتظر مهى (اسم مستعار) أن تخرج من السجن لتطبيق ما تعملته من فنون تصفيف الشعر، فجدلت شعرها الأشقر في جدولتين ورفعتهما معاً في جدولة واحدة لتصنع كعكة صغيرة فوق رأسها.

فضّلت التحدث باللغة الإنجليزية لأنها قضت مدة طويلة خارج لبنان، فضاعت منها مفردات اللغة العربية، وأشارت إلى "علاقة عائلية باتت تجمع السيدات داخل غرف السجن، فتساعد المُتعلمة الأُمية وتساعد الأصغر سناً الأكبر سناً وهكذا".

وقد أعطت الدورات المُشتركة التي خضعت لها السيدات، مساحة مشتركة إضافية يتحدثن خلالها عن العمل داخل الغرف.

وفي حين بدت السيدات مرتاحات إلى حد كبير في الحديث إلى الصحافيين، ظلت ماري (اسم مستعار) متحفظة في الحديث، أعلنت أنها تقضي حكمها بجرم السرقة، وقد استفادت من الدورات كثيراً.

لم تسمح الحارسات بالحديث خارج إطار الدورات، لكن ابتعاد الكاميرات عن السجينات سمح لهن بالحديث بشكل مريح أكثر.

أكدت سجينة ثالثة أن "القاضي أجّل جلسة المرافعة (الجلسة النهائية قبل إعلان الحكم) لسبع مرات على التوالي، وقد قضيت في السجن 10 سنوات سجنية (السنة السجنية في لبنان مدتها 9 أشهر)، وهي مدة تتجاوز أقصى حكم مُتوقع ضدي". تريد هذه السيدة تحقيق العدالة فقط.

تخلل الاحتفال كلمات ألقاها رئيس "دار الأمل" حبيب حاتم، والمقدم غسان عثمان ممثلاً مدير عام قوى الأمن الداخلي، تضمنت عرضاً لواقع السجون الصعب، وإشارة إلى بلوغ عدد السجينات في لبنان 251 سجينة من أصل 7 آلاف سجين وموقوف في السجون اللبناني، بحسب عثمان.

تتوزع السجينات بين أربعة سجون هي: بربر الخازن في بيرت، بعبدا، طرابلس، وضهر الباشق المُخصص للسجينات القاصرات وعددهن 3 فقط.

وأكدت مديرة "دار الأمل"، هدى قرة، لـ"العربي الجديد": "تجاوز عدد السجينات في بعبدا للقدرة الاستيعابية القصوى للسجن والتي لا يُفترض أن تتجاوز 50 موقوفة يتوزعن في 3 غرف، بينما يتفاوت عدد السجينات والموقوفات بين 70 و90 حالياً".

ويتضاعف الوضع سوءاً عند توقيف مجموعة سيدات معاً في شبكة للسرقة أو الدعارة مثلاً.



دلالات
المساهمون