الأردن: إطلاق برنامج لتوظيف 200 ألف لاجئ سوري

04 مارس 2016
فرص عمل للاجئين (Getty)
+ الخط -

يستعد الأردن لإطلاق برنامج كبير يوفر فرص عمل لمائتي ألف لاجئ سوري على أراضيه، فيما يعتبره المجتمع الدولي نهجاً جوهرياً جديداً لمعالجة أكبر أزمة نزوح منذ عقود.

ووصف وزير التخطيط والتعاون الدولي، عماد نجيب الفاخوري هذا الاتفاق الجديد بأنه "تحولي".

ويتعهد الأردن بموجب اتفاقية تجارة جديدة مع أوروبا، ودفعة في الاستثمار الأجنبي والأعمال العامة، بالسماح لما يصل إلى 200 ألف لاجئ سوري بالعمل بشكل قانوني، وهي فكرة كانت قد رفضها في السابق، نظرا لارتفاع معدلات البطالة داخليا.

في المقابل، تفوز المنتجات الأردنية بوصول أسهل إلى الأسواق الأوروبية، ما يعني خلق استثمارات ووظائف جديدة. كما سيتلقى الأردن مئات الملايين من الدولارات على هيئة منح وقروض رخيصة لمشروعات تنموية.

ويحتمل أن يشمل البرنامج في حال نجاحه، استبدال مئات الآلاف من العمالة الأجنبية في الأردن، ومعظمها من مصر أو آسيا، بالسوريين.

يقول جلال الدبعي، الرئيس التنفيذي لشركة المدن الصناعية الأردنية، التي تدير خمس مناطق صناعية، إن مالكي الشركات الأردنيين يتطلعون إلى توظيف السوريين، الذين ينظر إليهم على أنهم مجدون في العمل، بيد أن الأمر لا يزال قيد التكهنات.

وأكد أندريا ماتيو فونتانا، سفير الاتحاد الأوروبي في الأردن، أن الخطة تطالب بتوفير 150 ألف وظيفة للسوريين في المناطق الصناعية، و50 ألفا في المشاريع الكثيفة العمالة مثل بناء المدارس وخزانات المياه".

بدوره، قال بارتريك دارو، منسق منظمة العمل الدولية في الأردن، إنه يعتقد أن هدف التوظيف قد يتحقق في غضون عامين ونصف.

ولفت إلى أن "منظمة العمل الدولية جهزت ما قيمته عشرة ملايين دولار لمشاريع الأعمال العامة، التي يمكن إطلاقها فور إتاحة الأموال".

ويستضيف الأردن نحو 635 ألف لاجئ سوري من بين أكثر من 4.7 ملايين سوري مسجلين في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ويصل عدد السوريين في الأردن، لأكثر من 1.2 مليون بينهم هؤلاء الذين وصلوا قبل النزاع.

وكانت وزارة العمل الأردنية أوضحت أن نحو 90 ألف سوري يعملون الآن في الأردن، لكن أقل من خمسة آلاف يحملون التصاريح التي يصعب الحصول عليها.

ويعمل معظم السوريين في وظائف متدنية العائد في البناء والزراعة، وينافسون العمالة الأجنبية في صناعات يتجنبها الأردنيون.

وتخطط الوزارة الآن لإصدار أربعة آلاف تصريح عمل أخرى للسوريين في مشاريع استرشادية، من بينها وظائف في المزارع وفي صناعات النسيج.

وفي هذا السياق، رحب دارو، مسؤول منظمة العمل الدولية، باستعداد الأردن للسماح للسوريين بالدخول في سوق العمل.

وقال: "نحن مستعدون حقا لمشاركة هذه الكعكة مع اللاجئين. هذا حقل تحول كبير في التفكير في كيفية استيعاب اللاجئين".

وتتراجع باستمرار المساعدات الإنسانية للسوريين بسبب الاحتياجات المذهلة لملايين النازحين السوريين، والخفض الإجباري لدعم الغذاء والدعم النقدي الذي ساعد في تدفق مئات الآلاف العام الماضي إلى أوروبا.

إقرأ أيضاً:لاجئون في الأردن يتلقون المساعدات ببصمة العين

 

 

المساهمون