الأمم المتحدة: مستعدون لدعم أهالي الفلوجة حال طلبت الحكومة

31 مارس 2016
نحو 100 ألف مدني يعيشون في ظروف قاسية (Getty)
+ الخط -

أعلنت الأمم المتحدة استعدادها لمساعدة أهالي الفلوجة إذا طلبت الحكومة العراقية ذلك. وقالت بعثتها: "هناك اهتمام أممي بالوضع الإنساني لأهالي الفلوجة (60 كلم غرب العاصمة العراقية بغداد).

وقالت نائبة ممثل البعثة في العراق، ليز غراندي، في تصريح صحافي، إن "أحسن الخيارات لدينا في الوقت الحالي هي مشاريع المخيمات المخصصة للنازحين، لحفظ كرامتهم من مختلف مدن العراق".

وأضافت غراندي "نأمل أن يعود النازحون من مدنهم، بعد استعادة السيطرة عليها من قبل القوات العراقية".

وفيما يخص الوضع الإنساني في مدينة الفلوجة، قالت غراندي "لدينا خطط إزاء الحاجة الماسة للغذاء والدواء في المدينة، وننظر بجدية للوضع الإنساني هناك، لكن مهامنا الأساسية الآن هي إعادة النازحين إلى مناطقهم".

وتابعت المسؤولة الأممية "هناك خطط لإعادة النازحين إلى مناطقهم، ونحن مستعدون لتنفيذها إذا طلبت الحكومة العراقية منا ذلك".

وكانت بعثة الأمم المتحدة في العراق أعلنت منتصف 2015، عن قرب توقف برامجها الإغاثية نتيجة نقص التمويل، مطالبة بتخصيص 550 مليون دولار لإغاثة النازحين من مختلف المدن العراقية.

يأتي ذلك، في وقت تتصاعد فيه حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي لإغاثة الفلوجة، عبر ناشطين وإعلاميين نشروا وسم "#الفلوجة_تقتل_جوعاً"، مطالبين المنظمات الإنسانية الدولية بالتدخل لإنقاذ الأهالي من الموت جوعاً وقصفاً، فيما يمنع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الأهالي من المغادرة.

ويعاني نحو 100 ألف مدني، أغلبهم نساء وأطفال الفلوجة من نقص حاد في الغذاء والدواء؛ بسبب الحصار الذي تفرضه القوات العراقية على المدينة، ومنع إدخال الأغذية والأدوية إليها.

وتوفي العشرات من الأطفال وكبار السن والمرضى بسبب الجوع ونقص الدواء داخل الفلوجة، في وقت دخلت فيه عمليات القصف الجوي والبري على الأحياء السكنية والبنية التحتية في الفلوجة عامها الثالث بدون توقف.

وتعرضت الفلوجة، أمس، لقصف عنيف بالطائرات الحربية، استهدف الأحياء السكنية في المدينة، وأسفر عن مقتل وجرح طفلين وامرأتين.

وقال مصدر طبي من مستشفى الفلوجة التعليمي، لـ"العربي الجديد"، إن "المستشفى تسلم جثة طفل قضى خلال القصف الذي استهدف منازل المدنيين، فضلاً عن طفل وامرأتين أصيبوا بجروح متفاوتة".

وكشف المصدر أن "الأطفال يتعرضون للموت البطيء؛ بسبب الجوع ونقص حليب الأطفال، فيما توفي عدد من كبار السن والمرضى المصابين بالأمراض المزمنة نتيجة النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية".


وأوضح أن "أهالي المدينة تفتك بهم ثلاثة عوامل أساسية، هي القصف الجوي والبري المستمر منذ أكثر من عامين، والجوع، ونقص الأدوية".

وتابع "بلغت الحصيلة الكلية للشهداء والجرحى المدنيين في الفلوجة، منذ بداية الأحداث مطلع 2014 وحتى اليوم، 5747 جريحا، بينهم 766 امرأة و914 طفلاً، فيما بلغ عدد الشهداء 3447 شهيداً، بينهم 322 امرأة و517 طفلاً".

ويلجأ الأهالي إلى طبخ بعض النباتات لسد رمقهم كـ"السلق" و"الجنيبرة" وبعض الحشائش، في وقت أصبحت فيه أسر الفلوجة تكتفي بوجبة واحدة في اليوم، إن توفرت بحسب الأهالي.

وتتصاعد مطالب الوجهاء والأهالي والناشطين والإعلاميين للدول العربية والإسلامية، لوضع حد لمعاناة نحو 100 ألف مدني، مازالوا يعيشون داخل الفلوجة في ظروف إنسانية قاسية جداً، محذرين من استمرار الصمت على الموت البطيء الذي يمر به أهالي الفلوجة.

من جانب آخر، اتهم ناشطون الأمم المتحدة بغض الطرف عن معاناة أهالي الفلوجة، وعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لفك الحصار عنهم، وإيصال المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية إليهم.