أهالي بنقردان.. رفض مطلق للداعشية

18 مارس 2016
أصرّ الأهالي على مؤازرة الجيش (فرانس برس)
+ الخط -

أنهت المواجهات العنيفة بين القوات التونسية وخلية تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في مدينة بنقردان مطلع مارس/ آذار، أحلام وطموح التنظيم بضم تونس إلى "دولته"، وأظهرت افتقاره إلى حاضنة اجتماعية، تدعم أيديولوجيته التوسعية.

لم يكتف أهالي بنقردان بعدم التفاعل مع دعاية الخلية فحسب، بل شكلوا مصدراً مهماً للمعلومات التي ساعدت الأمن التونسي على قتل واعتقال عدد من أفرادها.

ويقول شهود عيان إنه رغم المحاولات المتكررة من الأمن لإقناع الأهالي بالابتعاد عن مواقع الاشتباكات إلا أن الكثير منهم رفض، وأصر على مؤازرة الجيش، بإمدادهم بطعام منزلي أعدته نساء بنقردان، والهتاف "تحيا تونس".

ويقول مبروك الموفق، وهو والد الفتاة سارة (12 عاماً)، إحدى ضحايا المواجهة، إن نجاح القوات التونسية بالقضاء على أفراد الخلية ووأد أحلامهم بضم بنقردان إلى "دولتهم" المزعومة، انتصار يخفف عليه فقدان ابنته، "تونس أهم من أبنائي"، على حد قوله.

وتحدث الموفق، وهو عامل مياومة لإحدى محطات التلفزيون التونسية، عن تفوق ابنته في الدراسة، وكيف كانت تعده أنها ستقوم بأخذه عندما تكبر في رحلة إلى مكة المكرمة لأداء العمرة، وهو وعد حققه عنها فاعل خير اتصل بالقناة خلال حديث الأب المكلوم بابنته.

كما رفض علي المليلي، وهو والد قتيل من أفراد الخلية الإرهابية استلام جثة ابنه، وطلب من الأمن القيام بدفنه.  

وطلب العفو من التونسيين وعائلات الجنود القتلى، عما اقترفه ابنه عندما شارك في قتل وإصابة أي مواطن تونسي، وقال "أترّحم على الشهداء وأعزي عائلاتهم وأتمنى أن يسامحني الشعب التونسي".

 وعندما انهمرت الدموع على وجنتيه، قال بدون تردد "أنا أبكي وأتألم على الشهداء والجرحى من المدنيين ورجال الأمن والجيش. فلا تعتبروني أبكي على ابني".  

وأحيت مراسم تشييع ضحايا المواجهة في مقبرة خاصة أطلق عليها اسم مقبرة الشهداء، ذكريات التونسيين في مقاومة الاستعمار الفرنسي.



اقرأ أيضاً: إربد تعيش "النصر"...الاختبار الأول ضدّ "داعش" هل يكون الأخير؟