نازحو الموصل يهربون من المعارك فيفتك بهم البرد

28 نوفمبر 2016
أوضاع النازحين مأساوية (العربي الجديد)
+ الخط -

لم تعد العمليات العسكرية والقصف الجوي وهجمات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وحدها التي تفتك بأهالي الموصل. فقد نزح الأهالي بحثا عن ملاذ آمن هرباً من الموت الذي يلاحقهم ليل نهار وسط المعارك والقصف، ليجدوا أنفسهم في مواجهة برد قارس بدأ يفتك بهم في مخيمات النزوح أو المناطق الصحراوية التي نزحوا إليها.

وكشف ناشطون من الموصل عن وفاة أطفال وكهول من البرد الشديد، بسبب عدم وجود ما يكفي من مخيمات لإيواء النازحين وعدم توفر أغطية أو ملابس تقيهم البرد، فضلاً عن الجوع والأمراض التي انتشرت بينهم في ظل عدم توفر الأطباء أو الدواء.

وأكد الناشط ياسين الحديدي، وجود فساد حكومي في توزيع المساعدات الغذائية على النازحين، وسرقة بعض ما يخصص لهم من قبل قوات وجهات تابعة للحكومة العراقية، مضيفا أن "الفساد في ملف النازحين واضح. حتى ما أعلنته وزارة الهجرة قبل بدء معركة الموصل عن استعدادها لاستقبال 100 ألف نازح كان مجرد استهلاك إعلامي. سبق أن سرق عناصر من القوات الحكومية خيام النازحين ومستلزماتهم التي وفرتها الأمم المتحدة قبل نحو ثلاثة أسابيع".

وأوضح الحديدي لـ"العربي الجديد"، أن "عدداً من النازحين توفوا بسبب البرد الشديد، خصوصاً الأطفال وكبار السن والمرضى. كارثة إنسانية يعيشها نازحو الموصل، لا سيما أن آلافاً منهم توجهوا نحو الصحراء على الحدود العراقية السورية ويعيشون الآن في حفر صغيرة تحت رحمة البرد الشديد".


وزاد معاناة النازحين عدم توفر وقود التدفئة أو أي نوع من المدافئ أو أي أغطية أو فرش أو حتى الملابس اللازمة للوقاية من البرد، في وقت يكافحون فيه للحصول على بعض الطعام لسد رمقهم.

يعمل علي جاسم (31 سنة) متطوعاً في فرق الإغاثة المدنية التابعة لمنظمة إنسانية محلية، ويبين أن "المخيمات التي خصصت لإيواء النازحين لا تصلح لمواجهة البرد الشديد. هي عبارة عن خيام من مادة رقيقة لا تعزل الحرارة، ولا تقي قاطنيها من البرد في ظل عدم وجود أي وسائل للتدفئة".

وأوضح جاسم لـ"العربي الجديد": "نقف عاجزين أمام حاجة النازحين الكبيرة للفرش والأغطية ووقود التدفئة والمدافئ، فهم يموتون ببطء بسبب البرد، ولا نستطيع فعل شيء لعدم وجود دعم مالي حكومي أو عربي أو دولي".


وضربت العراق موجة برد شديدة قبل أسابيع، وما زالت مستمرة، حيث وصلت درجات الحرارة إلى ما دون الصفر المئوي، خاصة في المناطق الشمالية من البلاد. ما يزيد الأمر تعقيداً هو عدم وجود حطب يستغله النازحون للتدفئة بدلاً من مشتقات الوقود الغائبة.

ويتداول ناشطون محليون أن قوات عراقية اقتحمت مخيمات قرب بلدة القيارة جنوب الموصل، وسرقت الخيام المخصصة لاستقبال النازحين، ونهبت صهاريج المياه والمستلزمات الإنسانية التي قدمتها الأمم المتحدة ضمن الاستعدادات لاستقبال موجات النزوح من الموصل.

وذكرت وزارة الهجرة في إحصائية لها أمس، أن عدد النازحين من الموصل وصل إلى 76 ألف نازح، وهو ما اعتبره مراقبون "بدء العد التنازلي لوقوع كارثة إنسانية عندما يتجاوز العدد 100 ألف نازح خلال أيام".

المساهمون