السودان: إلغاء زيادة أسعار الأدوية وإعفاء المسؤول

أعفى الرئيس السوداني، الجمعة، الأمين العام لمجلس الأدوية والسموم، محمد الحسن إمام، من منصبه بسبب تسعيرة الأدوية الجديدة التي أقرها المجلس أخيرا، وأعلنت وزارة الصحة التراجع عن زيادة أسعار الأدوية المنقذة للحياة وبقاءها على التسعيرة القديمة، فضلا عن مراجعة قائمة الأسعار الجديدة.

وتأتي خطوات الحكومة بعد الاحتجاجات الكبيرة التي قابلت قراراتها بتحرير أسعار الأدوية وإلغاء الدعم عن القطاع الصحي، فضلا عن الدعوات لعصيان مدني بالمؤسسات الحكومية والخاصة، بدءا من الأحد ولمدة ثلاثة أيام، وسلسلة التظاهرات التي نظمها طلاب مدارس ونساء الأسبوع الماضي.

وقال وزير الصحة السوداني، بحر إدريس أبوقردة، في مؤتمر صحافي اليوم، إن قرار إعفاء الأمين العام لمجلس الأدوية والسموم،  "جاء بسبب الأخطاء التي ارتكبت في القائمة التي عممها المجلس في ما يتصل بتسعير الدواء واستعجاله للخطوة، فضلا عن زيادة أسعار عدد من الأدوية التي كان يفترض أن لا ترد في القائمة"، مشيرا إلى إلغاء القائمة وتشكيل لجنة جديدة لتسعير الأدوية.

وأكد الوزير أن "المحاسبة ستطاول كل من يثبت تورطه في قائمة التسعير الخاصة بالمجلس، ومراجعة التسعير مع شركات الأدوية حتى تكون معقولة"، موضحا أن جميع الأدوية المنقذة للحياة ستعود إلى أسعارها القديمة دون زيادات، وبينها أدوية الضغط والسكري والشلل الرعاش والقلب والأمراض النفسية.

وأشار الوزير إلى استمرار هيئة الإمدادات الطبية الحكومية في دعم أكثر من 50 في المائة من الأدوية، ومنحها مهمة استيراد الأدوية المنقذة للحياة، وشدد على فرض رقابة على ملف الأدوية للحد من أية زيادات بخلاف ما يصدر من تسعير حكومي.

ودافع أبوقردة عن قطاع الصحة، نافيا عدم انهياره أو وصف الحكومة بالعجز عن دعم الأدوية، وقال: "لكن الدولة لا تستطيع أن تدعم من يستطيع ومن لا يستطيع"، وأكد زيادة ميزانية العلاج المجاني من 113 إلى 150 مليون جنيه، فضلا عن تغطية التأمين الصحي لنحو 3.8 ملايين أسرة، مع التخطيط لإدخال 750 ألف أسرة تحت مظلته العام المقبل.