الشابة أديان عقل موهبة خارقة

23 نوفمبر 2016
تستقبل العديد من الرسائل المهنئة (رسم: أنس عوض)
+ الخط -
تمكنت الشابة الفلسطينية أديان عقل (19 عاماً) من خطف الأضواء، بفضل ظهورها على صفحات الجرائد وعلى الشاشات وحضورها الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي. كلّ ذلك يعود إلى موهبتها الحسابية المميزة.

عقل التي ظنت مديرتها في المدرسة وهي في السادسة عشرة من عمرها، أنّ لديها اضطراباً نفسياً، فطلبت من عائلتها أخذها إلى طبيب نفسي، باتت بعد سنوات من ذلك سفيرة الإبداع الفلسطيني، وحازت على لقب بطلة العالم العربي في الذكاء.

ببساطة، فإنّ عقل، بموهبتها الرياضية، يمكنها أن تخبرك في أقل من ثانية، باليوم المحدد من أيام الأسبوع، الذي ولدت فيه، في حال أعطيتها تاريخ ميلادك بالأرقام كاملاً. بل يمكنها أنّ تحدد ما إذا كان يوم اثنين أو ثلاثاء أو غيرهما في أيّ زمن ماضٍ أو آتٍ. والاختبارات تشهد على ذلك، بما فيها اختبار "العربي الجديد" لها في أكثر من سؤال، منها إجابتها أنّ العاشر من مايو/ أيار عام 2050، سيصادف يوم ثلاثاء، وهو ما جرى التحقق منه بالفعل.

تقول عقل لـ"العربي الجديد" إنّ هذه الموهبة "ليست لها علاقة بالعمليات الحسابية، فهي فطرة ربانية ومجرد إلهام أستطيع من خلاله الكشف عن الأيام التي تصادف التواريخ". تشير إلى أنّها لم تكن متفوقة في الرياضيات أيام المدرسة، بل كان لديها هوس في أرقام التواريخ وحفظها عن ظهر قلب.

عقل اكتشفت موهبتها وهي في السادسة عشرة من عمرها، بينما كانت في مقاعد الدراسة في بلدة بديا، شمال غرب مدينة سلفيت، شمال الضفة الغربية المحتلة. شجعتها زميلاتها في المدرسة، وكنّ يجرين لها اختبارات بشكل مستمر، وهي تتفوق فيها دائماً ولا تخطئ. كذلك، شجعتها معلماتها، لكنّ مديرة المدرسة عنفتها جسدياً ولفظياً، واستدعت أهلها وطلبت منهم أن يعرضوها على طبيب نفسي لمعالجتها، كما تقول.

تضيف أنّها على الرغم من الألم الذي سببه لها ذلك، إلاّ أنها أصرت على أن تستمر في حفظ التواريخ وكشف موهبتها أمام اختبارات زميلاتها وعائلتها وأهل بلدتها، كي تصل إلى حلمها الذي تسعى من خلاله أن توصل موهبتها إلى العالم كله.

استطاعت عقل، أن تطور هذه الموهبة، وأن تعرف الأيام التي تصادف التواريخ لملايين السنين الماضية والمستقبلية، من دون تفكير طويل. وهو ما أهلها للقب سفيرة فلسطين للإبداع العقلي، الذي منح لها من جانب وزير التربية والتعليم صبري صيدم. لقب تفتخر به، وتعتبره محفزاً لها لمواصلة رحلة إبداعها.

كذلك، شاركت السفيرة عقل في مسابقة البطولة العربية للذاكرة الاستثنائية التي نظمت في الجزائر في أغسطس/ آب الماضي إلى جانب 307 متسابقين يمثلون 11 دولة عربية. الاختبار المسمى "اليوم الموافق" يجري عبر تحديد أيام 94 تاريخاً خلال خمس دقائق. وفازت عقل بالمرتبة الأولى والميدالية الذهبية، وكسرت الرقم القياسي السابق.

عن ذلك الفوز، تقول عقل: "هذا الفوز يعني لي الكثير، فأن أكون الفتاة العبقرية الأبرز على مستوى الوطن العربي، هو فخر لي ولعائلتي ولوطني فلسطين. أهدي هذا الفوز لوطني الحبيب، ولشعبي الذي سأسعى دائماً أن أرفع اسمه وصوته عالياً في كلّ بقاع العالم، علما أنّي كنت منذ صغري أحلم في أن أحمل اسم فلسطين مع موهبتي، وهو ما حدث وسيحدث في المستقبل إن شاء الله".

مذ لمع اسم عقل، وهي تستقبل العديد من الرسائل المهنئة على حسابها في موقع "فيسبوك". يستغل المهنئون ذلك باختبارها عبر إرسال تواريخ ميلادهم في سبيل التسلية والاختبار. تعلّق على ذلك: "تفاعل الناس قوي جداً عبر مواقع التواصل الاجتماعي. كلّهم يسألونني ويدعمون موهبتي، بل يفتخرون بها أيضاً".

كذلك، تنشر بعض الصفحات التي تحظى بمتابعة جيدة وفعالة، بالتنسيق مع أديان عقل، إدراجات خاصة لمعرفة الأيام التي ولد فيها المتابعون. فيرسل هؤلاء تواريخ ميلادهم، وتجيب عقل على استفساراتهم بشكل مباشر.

تقول عقل إنّ هؤلاء المتابعين يعبرون لها من خلال رسائلهم وتعليقاتهم عن اندهاشهم من موهبتها، وعن دعمهم لها، وهو ما يحفزها على أن تقدم لجمهورها الذي أصبح عريضاً مواهب وإبداعات جديدة. وفي هذا الإطار، تلفت إلى أنّها تحضّر لمفاجآت مذهلة ترتبط بموهبتها الحسابية أيضاً، لكن بأساليب مختلفة.

تدرس أديان اختصاص الشريعة في جامعة القدس المفتوحة في مدينة سلفيت. لكنّها مع ذلك، تطمح إلى أن تجد الفرصة لدراسة اختصاص مختلف يمكنها أن تبرز موهبتها فيه هو علم الفلك.

المساهمون