أهالي مضايا وبقين والزبداني يترقبون الموت برداً

18 نوفمبر 2016
حتى الأخشاب غير متوفرة للتدفئة في مضايا المحاصرة (تويتر)
+ الخط -

يقترب أكثر من 40 ألف مدني محاصرين في مدن مضايا وبقين والزبداني المتجاورة في ريف العاصمة السورية دمشق، والمحاصرة من قبل مليشيا "حزب الله" اللبناني والقوات النظامية، من تجربة شكل جديد للموت، وهو الموت بردا.

ومات كثيرون في المدن الثلاث جوعا وقنصا أو في انفجار لغم أرضي أو قذيفة مدفعية أو صاروخية، إضافة إلى من قضى منهم في المعتقلات تحت التعذيب أو من انعدام الرعاية الصحية.

وقالت الناشطة أم عامر، من مضايا، لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع في مضايا لم يعد يطاق. نحن نموت ببطء أمام أعين العالم، لقد سقطت الإنسانية وأظهر العالم كم يستمتع بمشاهد الموت والقتل في سورية. نحن لا ندري ماذا نقاوم؟ قناصة حزب الله التي تستمتع بإصابة الأطفال في منطقة لا يوجد بها طبيب أو أدوية، أم الألغام التي تحاصرنا، أم الأمراض التي تخطف أهلنا من بيننا، في وقت يصر النظام على عدم السماح بعلاجهم، أم نقاوم الجوع الذي لا يفارقنا حيث نعيش منذ سنوات على البقوليات والحبوب التي تدخل مع المساعدات الإغاثية أو يبيعنا إياها عناصر المليشيا بأسعار خيالية وصلت في بعض الأوقات إلى 250 دولارا مقابل كيلوغرام واحد من الأرز".

وأضافت "نعاني من انعدام المحروقات والكهرباء منذ سنوات. استهلكنا كل ما يمكن حرقه من أجل الطبخ والتدفئة، ليبدأ هذا الشتاء دون أن ندري ماذا يرد عنا البرد القارس، خاصة أن مناطقنا معروفة بأنها جبلية تكاد لا تذكر الأيام التي تغيب عنها الثلوج والأمطار"، مبينة أن "العائلات استخدمت أثاث منازلها وألبستها لتطهو ما يتوفر لها من طعام، وغالبا ما يقتصر على الأرز والبرغل والعدس، التي تكون وجبتها الوحيدة طوال اليوم".

وقالت أم عامر، إن "العائلات همها اليومي تأمين مواد قابلة للاشتعال، علها تمنع عنها برد الشتاء، في ظل عدم السماح بدخول مواد المحروقات من ديزل أو بنزين أو حتى الحطب، في حين حرمنا من أراضينا الزراعية وأغلبها بساتين يتم قطع أشجارها وبيعها كحطب في مناطق النظام وجنوب لبنان".

من جانبه، قال المسؤول الإعلامي في المجلس المحلي في مضايا وبقين، فراس الحسين، لـ"العربي الجديد"، إن "الأهالي يعانون من عدم توفر مواد التدفئة في وقت بدأت درجات الحرارة تنخفض إلى مستويات متدنية. يوجد مئات الحالات الصحية التي تحتاج لرعاية طبية عاجلة غير متوفرة في المناطق المحاصرة، ويرفض النظام إخراجها لتلقي العلاج في مشافي مؤهلة".

ولفت الحسين إلى أن "ما قد يتوفر وبكميات محدودة من مواد المحروقات يباع بأسعار باهظة، بسبب المبالغ المالية الكبيرة التي تتقاضاها المليشيا مقابل السماح بدخولها، والغالبية العظمى من الأهالي يعجزون عن شرائها، بحيث يبلغ سعر كيلوغرام خشب الأشجار 700 ليرة سورية، وديزل التصنيع 4 آلاف ليرة، وخشب الأثاث المنزلي 500 ليرة، والملابس الشتوية سعر القطعة يتراوح بين 8 و20 ألف ليرة".

وحذر من "كارثة جديدة ينتظرها عشرات آلاف المدنيين في المدن الثلاثة"، مناشداً "المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية تحمل مسؤولياتها بحماية المدنيين ومنع الموت عنهم".


دلالات