جيلنا يريد علاقات بالرغم من كل شيء

29 أكتوبر 2016
نريد شكل علاقة (Getty)
+ الخط -

نريد فنجاناً آخر من القهوة، لننشر الصورة على حسابنا على "انستاغرام" في أيام الآحاد المملّة، أو ربّما حذاءً جديداً. نريد الكتابة أنّنا في علاقة رسميّة على "فيسبوك"، لنحصل على تعليقات وإعجاب الآخرين. نريد لقاء شخص ما يوم الأحد، وآخر يوم الثلاثاء على الغداء ربما، وثالث يوم الأربعاء، ولا مانع من عشاء رومنسي. وفي كلّ مرة نتلقى بطاقات دعوة لحضور حفلات زفاف، نسأل: كيف فعلا ذلك؟ كيف وجدا السعادة الدائمة؟ نحن جيل لا يريد علاقات. هذا ما كتبته كريستي ويلكينسون في موقع "هافينغتون بوست".

وتتابع: "نسعى إلى العثور على الشخص المناسب. نطلبه مثلما نطلب أي شيء آخر ونحدد المواصفات. نقرأ عن خمس وسائل قد تساعد في جذب شخص ما، وسبع أخرى لإيقاعه في الحب. نستثمر وقتاً طويلاً على موقع "تيندر"، وبطبيعة الحال أكثر من الوقت الذي نقضيه في العمل على بناء شخصيّاتنا. لكننا لا نريد أية علاقة".

وتضيف: "نبعث رسائل. نخرج ونتناول القهوة أو غيرها، كل شيء يجعلنا بعيدين عن موعد حقيقي. ثمّ نبعث برسالة خاصة لتدبير لقاء. نتحدث قليلاً لنتمكن من العودة إلى البيت ونتابع الحديث من خلال تبادل الرسائل القصيرة. نلعب ونتنافس على أكثر موقف مضحك أو على موقف عاطفي. في النهاية، نفوز كوننا الأكثر وحدة".

وتقول ويلكينسون: "نريد شكل علاقة من دون القيام بكل الأمور التي تتطلّبها العلاقة. نريد ليد أن تلمس يدنا، ولعينين أن تنظر إلى عينينا. نريد وعوداً جميلة من دون التزام فعلي، واحتفالات بالذكرى السنوية من دون أن نعمل على مدى الـ 365 يوماً. نريد أن نعيش بسعادة أكثر من أي وقت آخر، ومن دون أن نبذل أي جهد. نريد عالماً من الحب من دون أن نكون مستعدين للذهاب إليه".

تتابع: "لا نريد علاقات. نريد صداقة مع مصالح، ورؤية فتيات عاريات على "تيندر". نريد كلّ شيء قد يوهمنا بأننا في علاقة فعليّة. نريد مكافآت من دون مخاطر. نريد التواصل لكن ليس كثيراً. نريد الالتزام قليلاً. نفضل أن نترك الأمور تسير ببطء، ثم ننتظر معرفة المكان الذي سنصل إليه. لا نسمي الأشياء ونخرج معاً فقط. نبقي قدماً واحدة خارج الباب، وعيناً مفتوحة. نلعب بمشاعر الآخرين، لكن الأصحّ أننا نلعب بمشاعرنا".

وتختم بالتالي: "نشعر بحقّنا في الحب كما نشعر بحقنا في الحصول على وظيفة بدوام كامل. أين هي العلاقة التي نستحقها؟ الحب الحقيقي الذي وعدنا به؟ وحين تصبح الأمور قريبة جداً من التحقّق، نختبئ أو نغادر. هناك دائماً المزيد من الأسماك في البحر. نريد جسداً دافئاً لا شريكاً أو شخصاً يجلس إلى جانبنا على الأريكة بينما نتفحص هاتفنا الجوال. المشكلة مع جيلنا الذي لا يريد علاقات، هو أنه في نهاية اليوم، يريد علاقة فعلاً".

دلالات