"السمايرية".. مغاربة يلاحقون موكب الملك لعرض مطالبهم

18 أكتوبر 2016
يتربصون بغرض مطالبهم الشخصية والاجتماعية(فرانس برس)
+ الخط -

لا يكاد يمرّ أسبوع واحد دون أن توقف مصالح الأمن بالمغرب أشخاصاً يتتبعون موكب الملك محمد السادس، في محاولة للوصول إليه لبث شكاويهم ومدّه بطلباتهم الاجتماعية، خصوصاً الحصول على وظيفة، أو حيازة مسكن، أو الاستفادة من رخص نقل سيارات الأجرة.

ويسمى هؤلاء الذين "يحترفون" تتبع موكب العاهل المغربي "سمايرية"، لكن عددا منهم يلقون مصيراً سيئاً بعد أن تقع عليهم أيادي رجال الأمن الذين يواجهون الظاهرة التي تفشت داخل المجتمع المغربي.

وأعاد حديث الملك في افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان، يوم الجمعة الماضي، إلى الواجهة موضوع اعتراض مواطنين لموكبه في شوارع عدد من المدن، بهدف تسليمه مطالب اجتماعية تعسر عليهم تحقيقها، حيث كشف أنه يسعد لخدمة المواطنين، لكنه اعتبر أنه لو اهتمت الإدارة بهمومهم لما توجهوا إليه.

ويقول عزيز، شاب سبق له أن تربص بسيارة الملك أكثر من مرة لطلب وظيفة تنتشله من البطالة، لـ"العربي الجديد"، إنه اضطر إلى اقتفاء أثر الملك، حتى يسلمه طلبا ليساعده في الحصول على وظيفة بعد أن تاهت به السبل، ولم يجد سوى هذه الطريقة بانتظاره كل يوم بالقرب من إقامته في سلا.

وتتربص السلطات الأمنية بدورها بمتربصي موكب العاهل المغربي، حيث كثفت في الفترة الأخيرة من تحركاتها في هذا الصدد، واعتقلت قبل أسبوع مضى زهاء 30 شخصا، من بينهم نساء، بمدينة الدار البيضاء، حيث وجود الملك، يُتهمون بأنهم يتربصون بالملك.


وقبل أيام، اعتقل الأمن المغربي عشرة أشخاص كانوا ينتظرون الموكب الملكي في مدينة طنجة شمال البلاد، بتهمة "تعريض حياتهم وحياة غيرهم للخطر باستخدام طرق وأساليب تنطوي على أفعال معاقب عليها قانوناً، كما أن منهم من يقوم بهذه الممارسات بشكل اعتيادي ومنظم".

وأفاد الأمن المغربي بخصوص هذه الواقعة، أن عدداً من المتربصين بموكب الملك، لمدّه بمطالب شخصية أو اجتماعية، يحملون وثائق وبطاقات هوية تخصّ أشخاصا آخرين"، متوعدا بمعاقبة "كافة الأشخاص الذين يتربصون بالموكب الملكي، ويعترضون حركة السير بطريقة تهدد الأمن والنظام العامين".

وتقول الباحثة في علم الاجتماع، ابتسام العوفير، لـ"العربي الجديد"، معلقة على ظاهرة "السمايرية" بالمغرب، إنها ظاهرة سلبية ترتكز على التوكل على "عصا سحرية" لتحقيق مطلب اجتماعي، أو تنفيذ أمنية مؤجلة"، مضيفة أن "هذا السلوك السلبي يولد في المجتمع روح العجز والاعتماد على الغير".

وعدا تربص مغاربة بموكب الملك لتحقيق مطالبهم الاجتماعية، تتوجه فئات اجتماعية عديدة إلى طلب تدخل المؤسسة الملكية في كثير من الحالات، بعد أن يتعذر عليها الحصول على ما تعتبره حقوقها المشروعة، ومن ذلك النساء "السلاليات" اللواتي يطالبن كل مرة بتدخل الملك لفائدتهن، وأيضا خادمات مغربيات بالسعودية يطالبن الملك بالنظر في أوضاعهن.

وفي السياق ذاته، طالب العشرات من أرامل وأبناء متقاعدي إدارة الجمارك، اليوم، من الملك بالتدخل لإنقاذهم من "التشرد والظلم"، بعد تلقيهم دعاوى مرفوعة ضدهم تروم تطبيق أحكام الإفراغ الصادرة بحقهم من المساكن التي يقطنون بها وتوجد في ملكية الجمارك.