في حقلها الذي زرعته في الموسم الأخير ذرة بيضاء أو سرغوم، تراقب ماري أتاب ما تبقّى لها. موجة الجفاف الأخيرة التي ضربت المنطقة، خلّفت أضراراً جسيمة في أرضها الواقعة في مدينة أويل، عاصمة ولاية شمال بحر الغزال في جنوب السودان. يُذكر أنّ أكثر من 50 في المائة من المزروعات تلفت في تلك المنطقة، نتيجة موجات جفاف وفيضانات وأمراض أصابت النبات.
"المناخ يتغيّر، الأغذية والزراعة أيضاً". تحت هذا العنوان، تحتفل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بيوم الأغذية العالمي، الموافق 16 أكتوبر/تشرين الأول.
في مثل هذا التاريخ من عام 1945، اجتمع 42 بلداً في كيبك، كندا، لتأسيس المنظمة وهدفها "تحرير الإنسانيّة من الجوع وسوء التغذية وإدارة نظام الأغذية العالمي بطريقة فعّالة". تجدر الإشارة إلى أنّ "يوم الأغذية العالمي" يُعدّ أحد أهمّ الأيام الاحتفالية في تقويم الأمم المتحدة.
وفي رسالته بالمناسبة، كتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنّ "ازدياد عدد سكان العالم يدعونا إلى تلبية الطلب المتنامي على الغذاء. لكنّ الظاهرة التي يشهدها العالم بسبب تغيّر المناخ من تصاعد في درجات الحرارة إلى مستويات لم تبلغها من قبل، ومن ارتفاع في مستوى البحار، ومن تكرار حالات الجفاف والفيضانات واشتداد حدّتها، كلّ ذلك ينهك النظم الإيكولوجيّة ويضرّ بالزراعة وينال من قدرة المجتمع على إنتاج الأغذية التي نحتاجها".
(العربي الجديد)