ملايين التايلانديين يرتدون الأسود حداداً على ملكهم

14 أكتوبر 2016
طوابير المشاركة في المسيرة الجنائزية (منير أوزامان/فرانس برس)
+ الخط -
ارتدى ملايين التايلانديين ملابس سوداء اليوم الجمعة، حدادا على ملكهم الذي تفتح وفاته صفحة من الغموض في مملكة اعتلى عرشها سبعين عاما.

وقبل ساعات من الموكب الجنائزي الذي يتوقع أن يحضره آلاف الأشخاص لنقل جثمان الملك بوميبول أدوليادي، من مستشفى سيريراج إلى القصر الكبير، طغى الأبيض والأسود لونا الحداد في آسيا، على كل تايلاند، من ممارسي رياضة الجري إلى الموظفين المتوجهين إلى مكاتبهم.

ويفترض أن يبدأ الموكب مسيرته ظهرا، وقد أغلق الطريق الذي سيمر به منذ فجر اليوم الجمعة. وبعد ذلك، سيترأس ولي العهد ماها فاجيرالونغكورن، المراسم البوذية "لغسل" جثمان والده، المرحلة الأولى من سلسلة شعائر تستمر أشهرا لأعضاء الأسرة الملكية.

وعلى الطريق من المستشفى إلى القصر احتمى كثيرون من أشعة الشمس الحامية بالمظلات أو استعانوا بالمراوح لتبديد قدر من حرارة الطقس أثناء وقوفهم على الأرصفة.

وقال رئيس الوزراء، برايوت تشان أوتشا، زعيم الحكومة العسكرية أمس الخميس، إنه يولي الأهمية القصوى للأمن، وإنه أمر بنشر قوات إضافية في مختلف أنحاء البلاد.

وشددت إجراءات الأمن اليوم في الحي القديم في بانكوك الذي يضم قصورا ومعابد ووزارات، وانتشر الجنود عند نقاط التفتيش والمباني الحكومية وتقاطعات الطرق.

كان الملك يعاني اعتلالا في صحته منذ سنوات، لكن وفاته أحدثت صدمة في تايلاند، وعمت حالة من الحزن بين سكانها البالغ عددهم 67 مليونا. واتشح معظم سكان العاصمة والبلدات المختلفة بالسواد لكن ظلت المكاتب والمتاجر تعمل كالمعتاد.

ولم يعرف معظم التايلانديين ملكا آخر غير الملك بوميبول الذي يكاد لا يخلو بيت أو مدرسة أو مكتب من صورته. وتعاني أيضا زوجته الملكة سيريكيت (84 عاما) من اعتلال في الصحة منذ سنوات.

وكانت السنوات العشر الأخيرة من حكم بوميبول أدوليادي اتسمت باضطرابات سياسية كبيرة تواجه فيها النخب المتشددة المؤيدة للملكية (أو "الصفر" لون الملكية) وأنصار رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا (رمزهم اللون الأحمر). ووقع الانقلاب في مايو/آيار 2014 باسم إنقاذ النظام الملكي من قبل الجيش.

وطلب ولي العهد ماها فاجيرالونكورن، والذي يفترض أن يخلف والده، منحه "بعض الوقت" كي يستعد لتولي العرش. وقال رئيس الوزراء، الجنرال برايوت شان أوشا، للصحافيين، إن "ولي العهد استقبلني وطلب منحه بعض الوقت ليستعد قبل إعلانه ملكا".

ورأى المؤرخ المتخصص بتايلاند، ديفيد ستريكفوس، أن هذه المهلة التي طلبها الأمير تشكل "أساسا خروجا عن ما كان يمكن أن يكون خلافة طبيعية".

وتبث محطات التلفزيون التايلاندية الجمعة، برنامجا واحدا بالأبيض والأسود تعبيرا عن الحزن، بما في ذلك شبكات التلفزيون الدولية مثل الـ"بي بي سي" و"سي إن إن". ونصحت السفارات الأجنبية السائحين باحترام مشاعر الحزن بين أبناء تايلاند.

وأعلنت الحكومة التايلاندية اليوم يوم حداد للموظفين وطلبت مجددا من قطاع "الترفيه" وقف كل نشاطاته لثلاثين يوما في البلاد التي تشهد عاصمتها عادة حياة ليلية نشيطة.

وفي الإعلام السمعي البصري، علقت البرامج ولا تبث إلا أخبار الملكية والأفلام الوثائقية التي تمجد الملك.