إلزام اللاجئين وضع عصابة معصم حمراء اللون

25 يناير 2016
مركز الهجرة لتقديم طلبات اللجوء (Getty)
+ الخط -


لم تلبث أن هدأت مسألة طلاء الأبواب الأمامية لمساكن اللاجئين باللون الأحمر في منطقة ميلدسبره شمال بريطانيا، حيث تحوّلوا إلى هدف سهل للاعتداء عليهم، حتى ظهرت قضيّة إجبار اللاجئين على وضع عصابة معصم أو سوار، في مدينة كارديف في ويلز ( جزء من المملكة المتحدة)، كشرط أساسي للحصول على الطعام.

أعلمت "كليرسبرينغ ريدي هومز" (شركة خاصّة متعاقدة مع وزارة الداخلية)، اللاجئين الجدد الذين وصلوا إلى عاصمة ويلز، أنّه ينبغي عليهم وضع السوار في جميع الأوقات وإلا سيحرمون من حقّهم في الحصول على الطعام. وتجدر الإشارة إلى أنّ تلك الاساور يضعها اللاجئ الذي لا يحق له بالعمل ولا يعطى أي إعانات مالية وجلّ ما يحظى به هو ثلاث وجبات من الطعام.

ويبدو أنّ مسألة الأبواب الحمراء في منطقة ميلدسبره، حرّكت مشاعر اللاجئين في كارديف فعبّر العديد منهم عن شعورهم بالمهانة لتمييزهم بأساور حمراء اللون.

اقرأ أيضاً: تعاون بلجيكي بريطاني يكشف شبكة تهريب مهاجرين

وفي حديث إلى إذاعة محلية قال أحد اللاجئين، إنّه إحساس مذل ومهين للكرامة والمساواة الإنسانية. في المقابل أجابته المذيعة أنّه ربّما هي خطوة لإعطاء اللاجئين حقّهم وتمييزهم عن أشخاص ليسوا بحاجة لها.

وتحدّث آخر عن الحالة المريعة التي مرّ بها خلال إقامته في "لينكس هاوس" في كارديف حيث أجبر على وضع السوار. وأردف انّه حين كان يرفض وضعه كان يحرم من الطعام، كما يهدّد بالتبليغ عنه لوزارة الداخلية. وأضاف أنّهم كانوا يتعرّضون للاستهزاء في الشارع والشتم حين كان ينبغي عليهم السير نحو 10 دقائق إلى مركز توزيع الطعام. ولفت إلى أنّه لا يمكن خلع السوار لأنه لا يختم من جديد، لذلك ينبغي وضعه في جميع الأوقات لتناول الطعام.

أمّا ماهر (41 عاماً)، أحد اللاجئين من "لينكس هاوس" في كارديف، فقال إنّه حصل على حقّ اللجوء منذ فترة قصيرة، لكنّه خلال إقامته هناك كان يشعر بالغضب الشديد لإجباره على وضع السوار الأحمر.

وأيضاً تحدّث عن إحساسه بالمهانة واللامساواة مع بقية أفراد المجتمع حين كان يمرّ به الناس وينظرون إلى السوار في يده، ولذلك كان يحاول إخفاءه معظم الأوقات.

اقرأ أيضاً: كاميرون: تعليم مسلمات بريطانيا الانكليزية تصدياً لمحاولة عزلهنّ

والجدير بالذكر، أنّه لا يحق لطالبي اللجوء في بريطانيا العمل أو طلب المساعدات، ويحصل البعض منهم على مبلغ مالي ضئيل أو بطاقة تستخدم لشراء الحاجيات من السوبرماركت. بيد أنّ اللاجئين الجدد لم يحظوا بالمال أو البطاقة بل وضعوا في مساكن كالفنادق على أن تقدّم لهم ثلاث وجبات من الطعام يومياً.

من جانبها، عبّرت كلوي مارونغ، مسؤولة في مركز كارديف تدعم طالبي اللجوء، عن قلقها حيال تلك الأساور، وقالت إنّها نبّهت وزارة الداخلية وشركة "كليرسبرينغ" إلى الأمر لكنّ شيئاً لم يتغيّر، على الرّغم من من البيئة المعادية التي يحيا في ظلّها طالبو اللجوء.

كما أشار المحامي آدم هاندت، إلى أنّهم تلّقوا بلاغات عن قلق اللاجئين، ويبحثون في الموضوع، وقال إنّه من الممكن إيجاد طريقة بديلة لتوفير الطعام للاجئين عن تلك التي تميّزهم عن العامّة وتهينهم بشكل علني.

حاولت شركة "كليرسبرينغ" تبرير ذلك النظام الذي بدأت العمل به منذ مايو/أيار 2015، مع ازدياد أعداد طالبي اللجوء، في وقت رفضت فيه وزارة الداخلية التعليق على المسألة.

اقرأ أيضاً: عنصرية "الأبواب الحمراء" لطالبي اللجوء في بريطانيا