حملة تضامن مع "المراقب" المتهم في وفاة طالبة "القاهرة"

14 يناير 2016
الأستاذ المتهم بالتسبب في وفاة الطالبة (فيسبوك)
+ الخط -
يتواصل صراع متفاقم في جامعة القاهرة المصرية، بين معسكرين متضاربين في الآراء، المعسكر الأول يضم عددا من طلاب الجامعة، في حين المعسكر الثاني يتكون من عدد من أساتذة الجامعات المصرية

ويدعو معسكر الطلاب إلى تنظيم وقفات احتجاجية للمطالبة بحق زميلتهم، ميادة محمد، الطالبة في قسم اللغات الشرقية بكلية الآداب، التي لقيت مصرعها، أمس الأول الثلاثاء، أثناء تأديتها امتحان مادة "التفكير العلمي"، بسبب إصرار مراقب اللجنة على سحب ورقة إجابتها، حسبما أكد شهود عيان.

في حين دشن معسكر الأساتذة حملة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" للدفاع عن زميلهم، الدكتور خالد أبو الليل، مراقب لجنة الامتحان الموجهة إليه الاتهامات من الطلاب بأنه كان سببًا في وفاة الطالبة.

على صفحة "أساتذة الجامعات المصرية فقط"، وهي صفحة مغلقة على "فيسبوك"، طالب عدد من الأساتذة الجامعيين برفع الاتهام عن أبو الليل، رئيس اللجنة التي شهدت وفاة الطالبة، وأكد أغلبهم أن تصرف المراقب لا يخالف قواعد المراقبة والانضباط في اللجان.

بدوره، علق المتحدث باسم النقابة المستقلة لأعضاء هيئة التدريس، الدكتور محمد كمال، على صفحة "أساتذة الجامعات المصرية فقط": "مؤيد لتصرف معيد آداب القاهرة، ولو كنت مكانه كان ممكن أعمل محضر للطالبة أو أطردها من اللجنة، ومن يرى أنه أخطأ فهو يترك الطلبة تغش في لجنته، الأعمار بيد الله وحده، لكن مش كل طالب بيغش سنتركه ونقول ممكن يحصل له حاجة".




بدورها كتبت الأستاذة الجامعية نسرين شرابي، مستخدمة ذلك الوسم: "كلنا الدكتور خالد أبو الليل، وممكن أي منا يكون في نفس الموقف، نحن نعمل بالقوانين التي سنتها الجامعة، ولن تكون هذه القوانين وسيلة لذبحنا في يوم من الأيام".

في ذات السياق، نشر أبو الليل، الموجهة إليه الاتهامات، بيانًا يسرد فيه تفاصيل الواقعة ليوضح تفصيليًا ما حدث، وقال في بيانه بعد أن قدم العزاء لأسرة الطالبة: "لقد كنت حريصا خلال اليومين الماضيين على التزام الصمت، وعدم الرد على ما يتم تداوله بخصوص الأمر، احتراما لجلال المصاب، ولروح الفقيدة، ومقدرا شعور كل من أصابه حزن، وأنا أول هؤلاء، واحتراما لحرمة الموت. ونظرا إلى أن الأمر قد تم تداوله بشكل غير صحيح بالمرة، ووصل إلى اتهامي بأشياء- يعلم الله وحده- أنها بعيدة كل البعد عن الحقيقة، فقد رأيت أن توضيح الأمر بات مهماً؛ خاصة بعد الحالة النفسية السيئة التي أصابتني من جراء ما وقع عليَّ من ظلم الاتهامات".




وتابع "أبو الليل" تفاصيل تلك الواقعة: "في تمام الساعة 9.40 من صباح يوم الثلاثاء، الموافق 12 يناير 2016، قمت بالمرور على لجنة الامتحان، بوصفي رئيسا للجنة، وقمت بسؤال إحدى الطالبات عن تليفونها المحمول فوجدته مغلقا، وكان الحوار على النحو التالي:
هاستأذنك في الموبايل بتاعك، وبهدوء شديد أخرجت الطالبة هاتفها، ولما وجدته مغلقا، قلت لها: شكرا. ثم قمت بتنبيه كل الطلاب بضرورة غلق المحمول، ونظرا إلى أن الطالبة ميادة قامت بلمس حقيبتها التي كانت بجوارها مفتوحة، قمت بتكرار التحذير: "اللي معاه موبايل لو سمحتم يقفله".

بعدها بحوالي 30 ثانية، توجهت إلى ميادة وطلبت منها تليفونها المحمول: فأخرجته ووجدته مفتوحا، ثم سألتها إذا كان معها تليفون آخر، فأخرجت لي– بهدوء شديد- تليفونا آخر مفتوحا، ورغم أن تعليمات الجامعة تنص على القيام بإخراج الطالبة من اللجنة، وعمل محضر غش في مثل هذه الحالات، فإنني اكتفيت بالطلب من ميادة أن تنتقل إلى الأمام بجوار دكتور اللجنة.
بمعنى آخر قمت بمخالفة القانون رحمة بالطالبة واكتفيت بمجرد نقلها من مكانها".

"أبو الليل" الذي شدد على أن ما يسرده من تفاصيل هو الحقيقة بذاتها وطالب بالاستشهاد بزملاء الطالبة الذين تواجدوا في اللجنة، أنهى بيانه قائلًا: "لعل من يعرفونني، خاصة الطلاب، يعرفون أن هذا هو أسلوبي في التعامل مع الطلاب، سواء في المحاضرات أو المراقبة. ثم حدث ما حدث من سقوط لها، وهي في أثناء انتقالها، ثم طلبنا الطبيبة التي يوجد مقر عيادتها على بعد 15 مترا فقط من اللجنة، ثم عندما تطلبت الحالة الانتقال إلى المستشفى قمنا بالاتصال بسيارة الإسعاف، فجاءت السيارة من داخل الجامعة، بمجرد الاتصال بها، مما ينفي وجود أي شبهة إهمال أو تقصير".

جدير بالذكر، أن حادث وفاة الطالبة ميادة محمد، يحظى بتأييد طلابي واسع ودعم من كافة الحركات الطلابية، التي أعلنت تضامنها مع الطالبة وأسرتها، علمًا أن اتحاد طلاب جامعة القاهرة أصدر بعد اجتماع أعضائه برئيس جامعة القاهرة، الدكتور جابر نصار، بيانًا أكد من خلاله التمسك بحق الطالبة وضرورة فتح تحقيق شامل في حضور ممثلين عن الطلاب لمحاسبة المقصرين.​



اقرأ أيضا:مافيا الملازم.. طلاب مصر ضحاياها في التيرم الأوّل
المساهمون