ما رأي اللبنانيين في التحركات الاحتجاجية أمام مقر الحكومة؟

03 سبتمبر 2015
التظاهرات والاعتصامات مستمرة في بيروت (فرانس برس)
+ الخط -

أزمة النفايات في لبنان حرّكت مجموعات شبابية للاحتجاج أمام السرايا الحكومية. لكنّ الاحتجاجات اتخذت طابعاً أوسع مع مشاركة كثير من المواطنين. كما أنّها سلكت طريق العنف مع القمع المستمر الذي تعتمده قوى الأمن في تفريق المحتجين. "العربي الجديد" استطلعت آراء بعض المواطنين اللبنانيين حول هذه التحركات.

عطا الله السليم (ناشط يساري، 28 عاماً)
أقف مع جميع التحركات التي تصب في خانة التغيير مهما كان شكلها. وأطالب بتوسيع رقعة الاحتجاجات لتصل الى كافة القرى والمدن اللبنانية. أرفض استخدام كلمة "مندس" لوصف بعض المشاركين. قد يلجأ بعض الشباب الى استفزاز القوى الامنية، لكنّها في الأصل هي التي استفزتنا في التحرك الأول والقمع الذي واجهتنا به ما ولّد حالة من السخط لدى المتظاهرين والمشاركين.  هناك شباب وصل بهم الحرمان واليأس الى مستوى من مقابلة القوى الأمنية بالعنف، وهو نتيجة سياسات الحكومات المتعاقبة التي أهملت الانماء لصالح مركزية العاصمة، ونتيجة الفساد والمحسوبية.

آنجي سليمان (علاقات عامة، 22 عاماً)
القضية ليست نفايات فقط، بل قضية كل لبناني يعيش محروماً من أبسط حقوقه، وكلّ لبناني يعيش خارج البلاد ولا يعرف متى يعود ليعيش بكرامته في بلده. أؤيد التحركات السلمية لأنّ الشعب اللبناني كان يفترض به التحرك منذ زمن يوم مدد البرلمان لنفسه، ويوم عجزوا عن انتخاب رئيس، ومن أول قضية سرقة وفساد. الدولة تستخف بعقل الشعب، والأخير نائم لا يسمع إلاّ زعيمه. أعترض على الأعمال التخريبية، فمن المعيب أن يعكس بعض الأشخاص صورة عنا لا تعكس حقيقة معظم اللبنانيين. كذلك، أعترض على دولتنا المحترمة التي تأمر قوى الأمن بضرب الشعب وهي من الشعب. عيب أن يواجهوا الفقير بالفقير.

علي مسلماني (طالب جامعي، 20 عاماً)
أؤيد التظاهرات لكن لا أؤيد العنف ضد قوى الأمن أبداً. التظاهرات والاحتجاجات يجب أن تبقى سلمية ولا تخدم مصالح فئة سياسية وحدها من دون باقي الوطن.

فيفيان عقيقي (صحافية، 28 عاماً)
أؤيد التظاهر والبقاء في الشارع حتى تغيير السلطة الفاسدة والوجوه التي شاركت في حرب أهلية طوال 15 عاماً وكانت مكافأتها أن تحكمنا منذ 25 عاماً وتسرق أموال الشعب، باستثناء شخصيات لطالما عرفت بنظافة كفها ونضالها. في وجه هذه الطغمة الحاكمة والمسيّرة من سورية، وأقصد تحديداً (زعيم التيار الوطني الحر النائب) العماد ميشال عون وشبابه. وهو الذي عاد وأطلق معركة ضد الفساد بعد عودته من المنفى عام 2005، ولم يجاره أحد فيها.
اليوم وبعد أن طمرتنا النفايات ولم تبد الحكومة أي استعداد لمعالجة الأزمة ولم تضع خطّة طوارئ ولم تعمل على مشاريع جذريّة، ونظراً للفوضى العارمة على المستويات كافة، الرسمية والأمنيّة والشعبيّة، لا بد من أن يتحرّك الشعب.
شاركت في التحرّكات منذ بدايتها أي منذ أكثر من شهر، لأنني سعدت بوجود شباب لبناني يطمح بالتغيير، وتلاقينا معاً بأفكار ومطالب اجتماعيّة محقّة واحدة. كما شاركت في تحركي السبت والأحد (22 و23 أغسطس/آب). لكن لديّ مآخذ عّدة، إذ لا يمكن لأحد أن يطالب بتغيير وفي فكره مفاهيم ما قبل الحرب اللبنانية. لا يمكن لأحد أن يحدث تغييراً وهو يحمل فكراً إلغائياً ولا يتقبّل وجود آخرين من غير توجهه السياسي أو الثقافي أو الديني. لبنان ليس علمانياً بحتاً ولا طائفياً بحتاً، ليس مدنياً بحتاً ولا مسيساً بحتاً، لبنان مجموعة من الكلّ، وعلى الكلّ أن يقرّبوا وجهات النظر حول ما يجمع لا ما يفرق، لتحقيق مكسب شعبي واحد.
من نزلوا إلى الشارع أناس مقهورون منذ عقود، لكن هناك أشخاص أطلقوا على نفسهم صفة "مجتمع مدني" لديهم ارتباطات سياسيّة وخارجيّة، حرفوا التحرك عن مساره، وخلقوا ريبة لدى الناس لناحية محاولتهم المستمرّة منذ أكثر من شهر لاقتحام المقرّات الرسميّة والسرايا الحكومية من دون سبب وجيه. وهو ما أدى إلى انفلات التحرّك المطلبي.
أمّا المطلوب اليوم فهو استمرار هذا التحرّك بصورة سلميّة تصعيديّة، وفق خطّة ومطالب واقعيّة توصل إلى نتيجة، وعدم إقصاء أحد عن المطالبة بحقّه مهما كان توجهه السياسي أو الثقافي أو الديني.

نجيب إبراهيم (أعمال حرة، 35 عاماً)
التحرك السلمي للمطالبة بالحقوق المدنية مطلوب بشرط عدم استفزاز القوى الأمنية. المطلوب إقرار آلية لمحاسبة بعض النواب والوزراء وغيرهم ممن يسرقون البلاد.

سميرة القاضي (عاملة، 49 عاماً)
أشارك في التحركات بدوري يومياً، وأتمنى أن نتمكن من التغيير. نحن نريد السلام وكلّ الحقوق والعيش بكرامة.

إقرأ أيضاً: ما الدافع الأول لدى اللبنانيين للمشاركة في التظاهرات؟