لاجئون سوريون في مصر يفتقدون فرحة العيد

23 سبتمبر 2015
اللجوء تصاحبه العراقيل في الظروف المعيشية الصعبة (فرانس برس)
+ الخط -


عيد الأضحى الذي يبدأ، غداً الخميس، ويستمر 3 أيام، بات بحسب أسر سورية في مصر "يوماً اعتيادياً كباقي أيام السنة، بعيداً عن الأهل والوطن".

"الغربة المُرة أفقدت اللاجئين السوريين الفرحة". أم قاسم (30 عاماً) التي تقطن مدينة الإسكندرية، تقول "لا عيد ونحن بغير أهلنا وديارنا وجيراننا، فكل الأيام تمر سواء، لا فرق بين عيد وآخر، فمنذ قدومنا إلى هنا، والأحزان والهموم تلاحقنا، من عدم توفر المال، إلى البحث عن المسكن، ثم التنقل من مسكن لآخر، إلى رحلة شاقة في البحث عن العمل".

وتُعَد الأحوال الاقتصادية، وعدم توفر فرص معيشية ووظيفية للسوريين في مصر، المؤرق الدائم، والذي يحول بينهم وبين الشعور بالفرح والأعياد، بحسب حمزة محمد (صاحب محل حلوى سورية) في الإسكندرية.

ويقول حمزة "جاهدت كثيراً حتى استطعت أن أفتح محلاً صغيراً لأبيع فيه الحلوى التي تصنعها زوجتي في المنزل، لم يعد للعيد طعم في فم السوريين، نحن هنا لنعمل ونكسب الرزق، حتى نوفر قوت يومنا، إلى أن نعود إلى بلادنا وأهلنا".

محمد، الذي يتذكر أنه منذ وصوله مصر يتنقل من بيت لآخر، ومن محافظة إلى أخرى، يتابع "نحن نعيش كل يوم مخاوف جديدة، فكيف لإنسان مغترب أن يشعر بالفرحة وهو خارج وطنه، فَقَد عمله، وتشتت أسرته، فضلاً عن مخاوف الترحيل التي طاولت الكثير من السوريين في مصر".

اقرأ أيضاً: مصر ترحّب بأثرياء سورية وتكبّل فقراءها

روان أبو النصر (25 عاماً) مضى عليها خمسة أعياد، منذ أن شدت رحيلها إلى هذا البلد برفقة والدتها، لا تعرف من العيد هنا معنى التجمع العائلي. وقالت روان إنها تتواصل، خلال الأعياد، مع أشقائها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيقضوا عيدهم في التراسل والتهنئة الهاتفية، فأشقائها وباقي أفراد عائلتها سافروا إلى الأردن بعد أن استطاعوا الفرار من القتل في سورية.

في المقابل، يقول محمود مصطفى، مسؤول عن الملف السوري في إحدى الجمعيات الخيرية المصرية في الإسكندرية، "نحاول تنظيم رحلات بشكل دوري في الأعياد، خاصة للأطفال السوريين، حتى يشعروا ببعض الفرحة، ولكنها دائماً ما تكون فرحة مؤقتة، فالمشاكل التي تواجه اللاجئين كثيرة، أبرزها مشكلة الإقامة، والعمل، والسكن، فهناك أسر تتكون من 12 فرداً يعيشون في غرفتين، وهناك آخرون في غرفة واحدة".

اقرأ أيضاً: سوريون في مصر يبيعون الفلافل نهاراً ويتاجرون ليلاً 

كما يشير إلى أنّ "معاناة اللاجئين السوريين لم تقتصر على افتقادهم أسرهم، أو الأوضاع الاقتصادية، بعد انخفاض المساعدات المقدمة من المنظمات الإنسانية، بل تشمل، أيضاً، فقدان من لجأ من أسرهم للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، ولم يكن الحظ حليفهم، حيث لقي العشرات من اللاجئين حتفهم غرقاً".


اقرأ أيضاً: مصر.. انتهاكات بحق لاجئين سوريين محتجزين بينهم أطفال

المساهمون