"الرخمة" المصرية مهدّدة بالانقراض

20 سبتمبر 2015
من أنواع النسور (Getty)
+ الخط -

يصنّف الاتحاد العالمي لصون الطبيعة طائر الشوحة المصرية أو "الرخمة" بين الطيور "المهددة بخطر الانقراض". وتعمل الدول الأوروبية من خلال خطة عمل على تخفيض درجة التهديد لديها إلى درجة "الهشاشة"، طمعاً بأن تصل بعدها الشوحة إلى درجة "شبه المهددة".

الشوحة المصرية هي أصغر أنواع النسور الأوروبية حجماً. تتكاثر في إسبانيا وفرنسا وبلاد البلقان ووسط وغرب آسيا. كانت تفرّخ في لبنان حتى بداية السبعينات، وفي موسم الهجرة تتجه إلى أفريقيا، وتعتبر أكثر النسور اجتيازاً للمسافات. لا بل تختلف عن النسور الأخرى بقدرتها على اجتياز البحار أثناء هجرتها. كما تختلف عنها بعدم الالتزام بأكل الجيف حصراً، فهي تقتات السلاحف البرية الصغيرة والزواحف والحشرات التي تتجمع تحت الأجسام الميتة.

أقيمت في بلغاريا بدعم من الاتحاد الأوروبي، بين السادس من يوليو/ تموز الماضي والثامن منه، ورشة عمل عالمية تضم 34 دولة تتكاثر فيها الشوحة أو تمر منها. وكان الهدف استكمال حماية الشوحة في البلقان وأوروبا بحمايتها في القوقاز ووسط وغرب آسيا وبلدان الشرق الأوسط.

تناول المجتمعون أكثر مخاطر مسار الهجرة تهديداً للشوحة. فتبيّن أنّها من الأهم إلى الأقل أهمية كالتالي:

1- التسمّم الغذائي من السموم المستعملة في قتل الحيوانات كالثعالب والكلاب الشاردة.
2- السموم الناتجة عن المبيدات على أنواعها.
3- الصعق الكهربائي على الأعمدة التي تفتقد للعوازل.
4- الصيد العشوائي.

كلّ هذه الأمور تحصل في الشرق الأوسط عموماً وفي لبنان خصوصاً. وخلال الورشة، عرضت مجموعة الشرق الأوسط العربية لعدة أنشطة تنوي القيام بها شرط حصولها على الدعم المالي لتنفيذها، وهي: تحديد مسارات هجرة الشوحة من المجر وتركيا إلى مصر مروراً بلبنان والأردن، وإجراء الأبحاث العلمية للتمكّن من إعادة إدخال الشوحة إلى المناطق التي اختفت منها، واستخدام المعلومات الناتجة عن البحث العلمي في تثقيف وتوعية الناس حول أهمية الشوحة ودورها في البيئة والطبيعة، وتطبيق القانون بصورة تدريجية.

ومن الأنشطة: البحث عن أسباب تدهور النوع في كل دولة على حدة وتقييم هذه الأسباب، وإعداد خريطة لخطوط هجرة الشوحة، على أن يتم تبني هذه الخطوط وتضمينها في خطط استعمال الأراضي على المستوى الوطني من أجل حمايتها وحماية النوع المهدد بالانقراض.
فهل بعد كل هذا سنتوصل إلى إنقاذ الشوحة المصرية من الانقراض، وهي التي كانت تخدم الإنسان وتنظف له الطبيعة من الجيف الحيوانية وروائحها وأمراضها؟

*اختصاصي في علم الطيور البرية

اقرأ أيضاً: انقراض "أبو منجل الأصلع"
دلالات
المساهمون