مصر:اختفاء قسري لشاب بعد صدور حكم بإعدامه

04 اغسطس 2015
تعذيب ينتهك إنسانية المعتقلين في مصر(GETTY)
+ الخط -


استغاثت أسرة الطالب المصري "أحمد الوليد السيد السيد الشال" (26 عاماً)، لاختفائه من داخل زنزانته في سجن العقرب، منذ 22 يوليو/تموز الماضي، دون إفصاح إدارة السجن عن مكان ترحيله.

وتتخوف أسرة الشال من أن يكون تم إيداعه في عنابر الإعدام في السجن، حيث تعتبر تلك الزنازين هي الأسوأ في العقرب، حيث الزنزانة لا تتعدى مساحتها المتر المربع، كما لا يوجد فيها أي فتحات تهوية أو إضاءة، ويتم تقييد المعتقل فيها من خلال ربط سلسلة حديدية في قدمه وتوثيق يديه إلى الخلف.

بحسب شهادة أسرة الطالب في كلية الطب، أحمد الشال، فإن قوة أمنية قد اختطفته من أحد الشوارع بسيارته، بتاريخ 6 مارس/آذار 2014، وتم حينها إخفاؤه قسرياً لأكثر من 10 أيام، تعرض خلالها للتعذيب والضرب المبرح للاعتراف بتهم ملفقة، منها قتل أحد أفراد الشرطة.
ولفتت الأسرة إلى أنه تم تصوير فيديو لتلك الاعترافات رغماً عنه، وأُذيع على شاشات التلفاز الموالية للسلطات في مصر.

وأوضحت الأسرة، أنها بعد فترة من البحث عنه تمكنوا من التعرف على مكانه بسجن العقرب
الشديد الحراسة، على الرغم من إنكار الأجهزة الأمنية مراراً أنها اعتقلته.
وروى الطالب أحمد لأسرته، بعد تمكنها من زيارته، أنه تم تعذيبه، مدة 7 أيام، في مقرات أمن الدولة في المنصورة والقاهرة، وأنه ظل طيلة تلك المدة مقيداً ومعصوب العينين وممنوع عنه الطعام والمياه، بالإضافة إلى تعليقه من يديه ورجليه في السقف، وصعقه في كل جسده حتى الأماكن الحساسة، كما تم تهديده باغتصاب والدته حال عدم اعترافه بالتهم الملفقة إليه، وكذلك تم حرقه بالسجائر في رقبته، كما تم هتك عرضه بعصاة خشبية.

اقرأ أيضاً:معتقلو "العقرب" في مصر: حملة انتهاكات وتعذيب شديدة

من جانبها، رفضت النيابة حينها عرضه على الطب الشرعي لإثبات واقعة تعذيبه، كما رفضت إثبات واقعة هتك عرضه من خلال طلب قدمه محاميه.
وأحيلت الدعوى حينها إلى الجنايات، ولم يتم نظرها حتى اللحظة، لتشارك في جريمة تعذيبه وهتك عرضه بصمتها، ورفضها مباشرة التحقيقات بنزاهة وعدالة.

كما تعرض الشاب لانتهاكات مروعة، خلال، ما يقرب من عام ونصف من احتجازه بسجن العقرب، حيث ظل في زنزانة مهيأة لشخص واحد مع اثنين آخرين في ظروف غير إنسانية دون تهوية أو شمس، وعدم السماح لهم بالتريض، منع إدخال المياه النظيفة للشرب، وتقليص وجبات السجن إلى وجبة واحدة صغيرة، مع التعنت في الزيارات الذي وصل حد منعها نهائياً.

اقرأ أيضاً:الموت البطيء يلاحق معتقلي سجن العقرب المصري

وأشارت الأسرة إلى طلب النيابة من ابنها، عقب فض ميداني رابعة العدوية والنهضة في أغسطس/آب 2013، الاعتراف بوفاة شقيقه خالد طالب كلية الطب البيطري منتحراً، وذلك بعد طلبه فتح تحقيق في قتله بأربع رصاصات، خلال فض قوات الأمن والجيش المصري لميدان رابعة العدوية.

من جانبها، أكدت منظمة هيومن رايتس مونيتور انتهاك السلطات المصرية للمادة السابعة من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، التي نصت على أنه لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطة بالكرامة، وانتهاكها، أيضاً، للمادة التاسعة التي توجب لكل فرد حق في الحرية والأمان على شخصه، وبأنه لا يجوز توقيف أحد أو اعتقاله تعسفاً، ولا حرمان أحد من حريته إلا لأسباب ينص عليها القانون وطبقاً للإجراء المقرر فيه. وكذلك انتهاك المادة العاشرة الناصة على أن يعامل جميع المحرومين من حريتهم معاملة إنسانية، تحترم الكرامة الأصيلة في الشخص الإنساني.

وأحيلت أوراق الطالب الشال إلى مفتي الديار المصرية، بتاريخ 9 يوليو/تموز من العام الجاري، للنظر في قرار محكمة جنايات المنصورة بإعدامه، على الرغم من أن التهم كافة ملفقة، إذ قدمت هيئة الدفاع عن المتهم ما يثبت ذلك وما يثبت تعذيبه للاعتراف بالتهم، وعدم وجود أيّ أدلة منطقية أو أحراز للجريمة.

وعبرت المنظمة عن شديد قلقها على حياة الطالب، مطالبة السلطات المصرية بالإفصاح عن مكانه، محملة إياها مسؤولية سلامته، كما طالبت بإعادة محاكمته محاكمة عادلة وإيقاف الانتهاكات كافة الممارسة ضده، ومحاسبة المتورطين في تعذيبه والتعدي عليه، خلال عام ونصف من اعتقاله.

اقرأ أيضاً:"الأوروبي لحقوق الإنسان" يطالب بتدخل دولي لإنقاذ معتقلي مصر