بعد إيطاليا.. بريطانيا تعتمد الكلاب لكشف الخلايا السرطانية

27 اغسطس 2015
تقوم الكلاب بالمهمة بنجاح (GETTY)
+ الخط -
توصف الكلاب بأنها الصديق الوفي للإنسان. والآن بات بوسعها أن تصبح سنداً للبشر في مكافحة سرطان البروستات بعد أن وافقت الهيئة القومية البريطانية للصحة، في الآونة الأخيرة على الاستعانة بالكلاب ذات القدرة الخارقة على شم الخلايا السرطانية.

وتأمل الهيئة أن تصير الاستعانة بهذه الكلاب هي البديل عقب الاستغناء عن اختبار الأنتيجين المعروف والمتخصص لكشف سرطان البروستات والذي يفتقر للدقة.

من المعروف منذ زمن بعيد أن حاسة الشم القوية لدى الكلاب تمكنها من رصد الروائح المرتبطة بعدد كبير من أنواع الخلايا السرطانية التي تنبعث منها جزيئات متطايرة لمواد عضوية موجودة في الخلايا الخبيثة.

وقالت كلير جيست، التي شاركت في تأسيس الجمعية الخيرية للكلاب المخصصة لرصد الأورام عام 2008 وتدريبها على التعرف على أمراض الإنسان: "الكلاب تتميز بهذه الحاسة المذهلة ولديها 300 مليون من المستقبلات الحسية، في حين أن لدى البشر خمسة ملايين فقط. لذا تتميز الكلاب بقدرتها الخارقة على التعرف على الروائح".

"ما نعرفه الآن هو أن الخلايا السرطانية التي تنقسم بصورة شاذة تنبعث منها مركبات عضوية متطايرة يمكن شمها، وهي مرتبطة بالخلايا الخبيثة، وبوسع الكلاب ذات هذه الحاسة الفريدة للشم أن تتعرف على هذه الروائح من خلال البول وهواء الزفير"، بحسب الباحثة.

وأضافت: "من المعروف تاريخياً قدرة الكلاب على الإحساس بالتغيرات الكيميائية الحيوية لكن الطب الحديث أغفل هذه الخاصية. ما تصنعه الكلاب هو إعادة اكتشاف طريقة التشخيص العتيقة".

وفي أبريل/نيسان الماضي، قال علماء إيطاليون، إنهم اكتشفوا وسيلة جديدة للكشف عن سرطان البروستات، من خلال كلاب مدربة، تمكنت من اكتشاف إصابة مئات الرجال بالمرض، بدقة نتائج وصلت إلى 98 في المائة.

ووافق مستشفى ميلتون كينز الجامعي على تأسيس الجمعية الخيرية لكلاب رصد الأورام بعد أن تأكدت قدرة الكلاب المدربة على رصد سرطان البروستات في البول في 93 في المائة من الحالات.

وتقول الجمعية إن الكلاب تجتاز دورات تدريبية تستمر ستة أشهر تتقن بعدها شم الخلايا الخبيثة في البول، ويظهر ذلك جلياً عندما تقف الكلاب بجانب العينة على الفور أو تنبح أو تلعق زجاجة العينة. وعادة ما تكافأ الكلاب على رصد الخلايا الخبيثة في عينات البول.

وقالت جيست إن بمقدور الكلب الواحد الكشف على مئات العينات في اليوم، مشيرة إلى أن الكلاب تنجز ذلك بسهولة بالغة وباستمتاع واضح على اعتبار أنها عملية تشبه الصيد والقنص.

وبالنسبة إلى جيست نفسها، فإن هذه القدرة لدى الكلاب أنقذت حياتها، ففي عام 2009 نبهتها كلبتها ديزي، وهي من فصيلة اللابرادور، إلى أنها في المراحل الأولى من السرطان حين كانت تربت عليها كثيراً في منطقة الإصابة. وديزي وعمرها الآن 11 عاماً تشارك في برنامج التدريب في ميلتون كينز.

ويأمل العلماء أن تمثل الكلاب خط الفحص الثاني لحالات الأورام المشكوك في نتائج فحوصها، ويتعشمون بتعميم هذه الطريقة لتحل محل الطريقة التقليدية التي تشوبها عيوب جمة. كما تراود العلماء آمال كبار أن تقود أبحاثهم إلى ابتكار أنف إلكتروني يضاهي قدرات الكلاب.


اقرأ أيضاً: كلاب للكشف عن سرطان البروستاتا.. دقتها تفوق المختبرات

دلالات
المساهمون