النوبيون ينفّذون وقفة "لا للعنصرية" احتجاجاً على الإساءات

08 يوليو 2015
الإساءات المتراكمة لأبناء النوبة تدفع للاحتجاج(GETTY)
+ الخط -



ينظم أبناء النوبة بالقاهرة وقفة احتجاجية أمام نقابة الصحافيين المصرية، وسط القاهرة، مساء غد الخميس، احتجاجاً على الإساءات "المتلاحقة ضد أبناء النوبة"، من قبل سياسيين وإعلاميين ومسؤولين بالدولة، على خلفية الإهانات التي وجّهها رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور، للاعب كرة القدم أحمد الميرغني، بسبب انتقاد الأخير للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وكان "النادي النوبي العام" بالقاهرة قد عقد اجتمـاعاً طـارئاً، مسـاء أمـس الثلاثاء، بمـقر النادي بالتـحرير، وقرر تنظيم الوقفة الاحتجاجية، تحت شعار "لا للعنصرية".

ويـواكب الوقفة الاحتجاجية مؤتمر صـحافي في جمعية "منشية النـوبة" بأسـوان، لمناقشة ردود الفعل المحتملة على التعدّي اللفظي الذي حدث على اللاعب النوبي أحمد الميرغني.​

معاناة مستمرة

ويعاني أهالي النوبة من التهميش والتجاهل من قِبل الحكومات المصرية، منذ بداية بناء خزان أسوان سنة 1899 في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، حيث بدأ تهجير أبناء النوبة من موطنهم، ورحلوا من بلادهم إلى الفيوم وإسنا والطود، على أمل أن تتحقق الوعود التي كثيراً ما أطلقتها الدولة.

ومع قيام ثورة يوليو، طالبوا بالتعويض عن منازلهم وأراضيهم الغارقة، إلا أن جمال عبد الناصر فاجأهم حينها بالتهجير الإجباري فوق هضبة "كوم إمبو" وضواحي أسوان والبر الغربي ومحافظات مصر، وخطب عبد الناصر في أهالي النوبة خطاباً عاطفياً، نال على أثره التشجيع والاستحسان من أهالي النوبة.


وأكد لهم أنه لا تمييز بين أبناء الأمة، وأن مشروع السد العالي سيعود على الدولة ككل بالخيرات، وأنه بهذا المشروع يحاول أن ينقذ الآثار والأراضي والمنازل من الغرق، وأنه سيعمل على لمّ شملهم بعد شكوى الانعزال، ويجمعهم في مكان واحد ويعمل على حلّ مشاكلهم أولاً بأول.

وما إن انتهى الخطاب وبدأ المشروع، حتى فاجأ عبد الناصر أهل النوبة في 14 مايو/أيار 1964 بتحويل مجرى نهر النيل، وهو ما عُرف باليوم الأسود على النوبة لغرقها في مياه بحيرة ناصر، ومُحيت تمامًا معالم بلادهم تحت المياه.

وجاء الرئيس أنور السادات بوعود جديدة انتهت فترة ولايته دون تنفيذها، ليأتي الرئيس المخلوع حسني مبارك ليكمل مسلسل الوعود الزائفة، لتستمر المعاناة على مدار 30 سنة فترة حكمه. وعود مبارك وصلت إلى حد تمليك أهل النوبة للأراضي بنفس سعر عام 1964، إلا أن شيئًا لم يحدث، وواجه دعاوى بعضهم الانفصالية بالقهر.

ومع ثورة يناير أصدر رئيس الوزراء عصام شرف قرارًا بعودة أهالي النوبة إلى أراضيهم، إلا أن القرار قوبل بهجوم الأهالي على مساكن الشباب وأخذوها عنوة، وهذا الأمر أدى إلى لجوء الأهالي للجبال واعتصامهم مستنجدين في ذلك الوقت بالمشير طنطاوي وعصام شرف لإنقاذهم قبل وقوع مزيد من الكوارث تؤدي إلى مصادمات دامية.

وأعلنت وزارة الإسكان العام الماضي، عن بدء توطين النوبيين بوادي كركر غرب مطار أسوان بمسافة 8 كيلومترات، ويبعد الموقع حوالي 3،5 كيلومترات عن بحيرة ناصر، من جهة الشمال الغربي، بمساحة إجمالية 460 فدانًا، دون تنفيذ فعلي.

فيما تذرع الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي بالإرهاب، حيث أكد لوفد من أبناء النوبة، أن حل القضية النوبية ليس سهلاً، وأنه ليس بمقدوره إعادتهم لأراضيهم في ظل حرب مصر على الإرهاب.

اقرأ أيضاً:اتهام مرتضى منصور بسب أهل "النوبة" و"الميرغني"