السكري في رمضان

19 يونيو 2015
لا تقدّموا لمريض السكري الحلويات (فرانس برس)
+ الخط -
في شهر رمضان، يصرّ كثيرون على أداء فريضة الصيام، بالرغم من النصائح الطبيّة التي تنهيهم عن ذلك على خلفيّة حالاتهم الصحيّة الخاصة. هم لا يدركون أنهم قد يزيدون حالاتهم سوءاً، بل يَضربون بالنصائح الطبية عرض الحائط، قائلين إن هذا شأن خاص بينهم وبين الله.

ويتبيّن مع الأيام كم هي كثيرة المعلومات الخاطئة حول صيام رمضان لدى المرضى، لا سيّما مرضى السكري، بحسب ما يوضح رئيس الجمعية اللبنانية للسكري الدكتور محمد صنديد. ويقول الطبيب المتخصص في الغدد الصماء والسكري: "هم يصومون عادة بدافع الواجب أو الفرض من دون أن يتنبهوا إلى المحاذير الصحية لصيامهم"، مضيفاً أن "الإسلام هو دين سماح ويسر، ورمضان هو شهر المغفرة والرحمة. والهدف منه تعويد أنفسنا على نظام غذائي سليم، وليس إلحاق الأذى بصحتنا".

ولمعالجة ذلك، كان من الضروري بحسب صنديد "توافق الآراء العلميّة مع تلك الدينيّة حول تعامل مريض السكري مع صيام شهر رمضان. لهذا كان هناك تفاهم لحلّ هذه الإشكاليّة بين مجموعة من العلماء الصحيّين المدعّمين بدراسات علميّة، وبين مجموعة من علماء الدين والفقه. وقد أكّد الأخيرون ضرورة الأخذ بالرأي الطبي".

ويلفت صنديد الذي كرّمه أخيراً الاتحاد الدولي للسكري كرائد في مجال مكافحة السكري في لبنان، إلى أن "العلاقة ما بين المرضى والأطباء لطالما كانت محكومة بعدم الثقة، خصوصاً إذا أصر المريض على تطبيق أركان الإسلام وطبيبه ينهاه عن ذلك. لذا نحن لا نقول صوموا أو لا تصوموا. نحن نقدّم رأينا العلمي وندعمه بالرأي الفقهي".

ويشرح أنه أصبح لزاماً على المريض أن يقصد طبيبه قبل نحو أسبوعَين من رمضان للخضوع إلى الفحوصات اللازمة، التي على أساسها إما يُسمح له بالصيام أو لا.

ويتحدّث عن مخاطر مرض السكري ومضاعفاته الحادة في الصيام، وأبرزها "هبوط السكر في النهار الذي قد يؤدي إلى الغيبوبة. وأبرز أعراض هبوط السكر، هي العرق البارد والرجفة وتزايد نبضات القلب والشعور بالجوع أحياناً. لذا ننصح المريض بحمل آلة فحص السكري معه. فإذا شعر بأي حالة غير طبيعية وتبيّن له أن السكري 80 وما دون، عليه أن يفطر فوراً. حتى ولو اقترب موعد الإفطار، لا يجب أن يتحامل على نفسه". ويشير إلى أنه حرصاً على عدم إصابة مريض السكري بالهبوط خلال ساعات الصيام، "لا بدّ له أن يؤخّر سحوره قدر المستطاع. ولا بدّ من التشديد على ضرورة مراجعة طبيبه في حال تكرر هبوط السكر أو ارتفاعه خلال الصيام".

أما المرأة الحامل التي تعاني من السكري وكذلك التي لا تعاني منه، فهي "ممنوعة نهائياً من الصيام. لذلك أثر سلبيّ أيضاً على الجنين. هو قد يعاني من هبوط في السكر بدوره".

إلى ذلك، يقول: "نحن نخاف على مريض السكري من التجفاف، خصوصاً عندما يحلّ رمضان في الصيف مع ساعات صيام أطول ودرجات حرارة مرتفعة. إذا أصرّ على الصيام، من الضروري أن يشرب كميات كافية من المياه في الليل".

من جهة أخرى، يأسف صنديد لأن "كثيرين من مرضى السكري الصائمين لا يأبهون لما يتناولونه. فيستهلكون الحلويات والأطعمة الدسمة التي من شأنها أن ترفع نسبة السكر في الجسم، وقد تؤدي إلى التهابات". وينصح بغذاء "صحيّ لا يؤدي إلى زيادة في الوزن. يجب على هؤلاء اعتبار شهر رمضان فرصة ذهبيّة لتنظيم أكلهم". يضيف أنه لا بدّ من "استبدال المشروبات المحلاة مثل الجلاب والتمر هندي والسوس وقمر الدين وكذلك المشروبات الغازيّة والعصائر المعلبة، بعصير البرتقال الطازج مثلاً". ويركّز صنديد على الأطعمة الغنية بالألياف التي تعدّ "مفيدة للغاية، إذ تمنح شعوراً بالشبع". ويطالب محيط مريض السكري بالتضامن معه، فلا يقدّموا له الحلويات والأطعمة الدسمة. إذ قد يؤدّي به الأمر أحياناً إلى دخول المستشفى.

التمارين الرياضيّة ممنوعة
مريض السكري القادر على الصيام، بحسب الدكتور محمد صنديد، هو الذي يتناول جرعة واحدة من الأنسولين أو أقراص الدواء، شريطة عدم ممارسة التمارين الرياضيّة في النهار. يمكنه المشي لنصف ساعة بعد ساعتَين أو ثلاث من الإفطار. أما إذا كان عمله يتطلب جهداً كبيراً، فصنديد يجزم: "لا يستطيع الصيام". وينصح مرضى السكري بإبقاء بطاقات معهم تشير إلى أنهم يعانون هذا المرض، في حال استجدّت معهم مضاعفات.

إقرأ أيضاً: المياه لصيام آمن
دلالات
المساهمون