طلبة فلسطينيون يرسمون قضية الأسرى للعالم

27 ابريل 2015
شاركت بالمعرض 120 لوحة ترسم قضية الأسرى (العربي الجديد)
+ الخط -
سعت الطالبة في الصف الحادي عشر، مرام ريحان، من سكان مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، لإبراز ما يعانيه الأسرى الفلسطينيون داخل سجون الاحتلال، ببعدهم عن عائلاتهم وأبنائهم، وتسليط الضوء على قضيتهم لنقلها إلى العالم، من خلال مشاركتها اليوم الاثنين، بلوحة فنية في معرض "الوفاء لأسرى الحرية" في مدينة رام الله.

وتوضح مرام في حديثها لـ "العربي الجديد" على هامش المعرض، الذي تنظمه مديرية التربية والتعليم بمحافظة رام الله والبيرة، وبتنسيق مع هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، بأنها رسمت "أسيرًا فلسطينيًا تجتاح التجاعيد، وجهه لطول مكثه في سجون الاحتلال، وهو يحمل صورة ابنه، في محاولة منها لإبراز مشاعر الأسير الأب الذي حرمه الاحتلال من احتضان أبنائه".

وعلى بعد مترين فقط كانت الطالبة ليلى عجاج منهمكة بإضفاء بعض التفاصيل على رسمة شاركت فيها بالمعرض، ضمن 120 لوحة اختارتها مديرية التربية من أصل 800 لوحة رسمها مئات الطلبة في محافظة رام الله والبيرة، سواء الخاصة أو الحكومية، وبإشراف من معلميهم.

وتشعر ليلى، وهي طالبة في الصف العاشر الأساسي، بالفرحة لمشاركتها، إذ تأمل بالإفراج عن الأسرى، الذين تشعر بمعاناتهم المستمرة في سجون الاحتلال، وهو ما دفعها إلى رسم تلك المعاناة من خلال لوحات فنية تجريدية.

وشارك في تلك الأعمال أكثر من 240 مدرسة، شملت المراحل الأساسية من الصف الرابع وحتى الثانوية العامة "التوجيهي"، من بينهم ذوو إعاقات حركية وسمعية وكلامية.

اللوحات رسمت وشكلت من العديد من المواد، إذ تبين إحدى القيمات على المعرض وتدعى زهرة منصور لـ"العربي الجديد" أن اللوحات تنوعت "ما بين استخدام فن الكولاج واللوحات الزيتية والفحم والرصاص والآكريليك والغواش".

من جهته، أكد مدير التربية والتعليم في محافظة رام الله والبيرة أيوب عليان لـ"العربي الجديد" قبيل انطلاق المهرجان والمعرض، أن ما قامت به مديرية التربية من خلال هذا النشاط، جاء تتويجًا لقضية الأسرى العادلة، وضمن ما تقوم به المديرية من النشاطات اللامنهجية، والتي خصصت هذا العام للتركيز على قضية الأسرى في سجون الاحتلال.

وتأتي لوحات المعرض وما ألقي من مشاركات خلال المهرجان، كنتاج عمل لمسابقات أقيمت على مدار العام، وتم اختيار الفائزين منها ضمن حقول "الشعر والدبكة والخطابة والمسرح والرسم"، حيث كرم الفائزون ضمن فقرات المهرجان.



وخلال المهرجان أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يولي ملف الأسرى أولوية خاصة، في حين تتطلب هذه القضية مواصلة الجهد الشعبي والرسمي من أجل تسليط الضوء على ما يعانيه الأسرى في زنازين الاحتلال.

وبين أن ما يعانيه الأسرى في سجون الاحتلال، يؤكد على أهمية إدراج قضيتهم أمام محكمة الجنايات الدولية كجريمة حرب، وأن تبذل الجهود من أجل الضغط على الاحتلال للإفراج عنهم، إذ لا يمكن الحديث عن أي حل سياسي دون إحقاق حقوق الشعب الفلسطيني ومن ضمنها الإفراج عن الأسرى.

وفي أروقة المعرض تجد المقاومة الفلسطينية حاضرة في تحرير الأسرى موجهة سلاحها نحو سجون الاحتلال، بينما تجد لوحات أخرى تبعث الأمل في نفوس الأسرى وصبرهم على قيد السجان.

الأمل بالحرية ومعاناة الأسيرات الفلسطينيات وطرق تعذيب الأسرى جُسدت بلوحات الطلبة الفلسطينيين، حتى تجد أيضًا أمًا باكية من خلف قضبان السجن تنتظر ابنها الأسير لتراه، أو تجد لوحة تجريدية تمثل معاناة صاحب أطول إضراب عن الطعام سامر العيساوي والذي خاض إضرابًا لما يقارب العام في سجون الاحتلال في العام 2012.

ولم تقتصر اللوحات على الأسرى الفلسطينيين، بل تعدتها إلى فكرة الأسر بشكل عام، وليس للشخوص، فتوضح أسر وحصار المكان أيضًا، وهو ما عبر عنه أحد الطلبة حينما رسم الأقصى يحده جدار عالٍ.

كما تجد أسيرًا فلسطينيًا مقيدًا ويحمل المسجد الأقصى في دلالة على أن الأسرى الفلسطينيين أخذوا على عاتقهم تحرير أوطانهم ومقدساتهم.

اقرأ أيضا:
اتهام الاحتلال بإعدام مئات الأسرى الفلسطينيين
قبور رمزية للأسرى المرضى في غزة
"أم الأسرى".. أم لـ"شهيد" و4 محكومين بالسجن 530 عاماً
أسير يعقد قرانه على شابة من طولكرم