اللشمانيا تغزو طوباس شمال الضفة الغربية

19 مارس 2015
الطفل المصاب عبد الله خضيرات (العربي الجديد)
+ الخط -


يشعر الطفل عبد الله خضيرات (9 سنوات) بالخوف كثيراً عند اقتراب موعد الحقن المؤلمة التي وصفها له طبيب وزارة الصحة الفلسطينية بعد إصابته بمرض اللشمانيا الجلدية "بعوضة أريحا" التي تغزو في هذه الفترة مدينة طوباس شمال الضفة الغربية المحتلة.


وتقول أم لؤي (والدة عبد الله) لـ "العربي الجديد" إنها لاحظت منذ قرابة شهر ونصف ظهور بقعتين على وجه طفلها، وبعد أسبوعين من محاولة علاجه منزلياً بواسطة مرهم حيوي، اصطحبته إلى الطبيب الذي أبلغها بأنه مصاب بمرض اللشمانيا وبحاجة إلى رحلة علاج طويلة.

وعبد الله يبكي كثيراً من الألم الذي تسببه وخزات الحقن العشر التي وصفها له الطبيب من أجل التماثل للشفاء، وهذا الألم تشعر به قرابة 50 حالة مصابة بالمرض في مدينة طوباس، ويخضعون لفترة علاج طويلة قد تصل إلى عدة أشهر، والسبب هو وصول البعوضة إلى الأحياء السكنية.

بعض السكان والمصابون يشتكون من إهمال وزارة الصحة الفلسطينية بعدم انتظام رش البعوضة ومكافحة العوامل التي تساعد على انتشارها بين الأحياء السكنية، والتي تشعرهم بعض الشيء بالخوف، نظراً لما تحدثه تلك البعوضة من تشوهات في الجسم، لا سيما منطقة الوجه.

بينما أشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن عمليات رش تلك البعوضة تتم ست مرات في السنة، وسبب انتشارها هو التوسع العمراني والركام الناجم عن عمليات البناء والذي لا تتم إزالته، إضافة إلى إطلاق المياه العادمة في الأراضي، تشكل بيئة خصبة لتلك البعوضة وتعزز انتشارها.


ويقول الدكتور جميل دراغمة في حديث مع "العربي الجديد" إن اللشمانيا هو مرض مشترك بين الإنسان والحيوان، وينمو في حيوان يسمى "الوبر الصخري" الذي يعيش في الجحور والكهوف وبين ركام الصخور، وهو عبارة عن مرض جلدي غير خطير، وأغلب المصابين الذين تم تسجيلهم في طوباس قد تمت إصابتهم العام الماضي، فهذا المرض يعيش في فترة حضانة تستمر من عشرة أيام إلى ستة أشهر، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور تلك التشوهات والأعراض على المريض في الفترة الحالية.

وأضاف أن وزارة الصحة الفلسطينية شكلت لجنة صحية تهدف إلى توعية السكان بكيفية الحد من انتشار ذلك المرض، والعوامل المؤدية إلى تكاثره وانتشاره، إضافة إلى ضرورة إزالة كافة مخلفات البناء وعدم توفير البيئة الخصبة لتلك البعوضة التي تنقل المرض إليهم، إضافة إلى أنها توفر العلاج اللازم للمصابين بشكل مجاني.

والبعوضة تنتشر في الأراضي الفلسطينية، لا سيما في أريحا والأغوار الشمالية، ومهمة العمل على محاصرتها تقع على عاتق الناس بعدم توفير البيئة الملائمة لها، وبعد تكفل وزارة الصحة بعلاج المصابين هذا العام، ووضعها خطة لمواجهة تلك البعوضة وتجنيب الناس أعراض التشوه.

وبحسب دراغمة فإن بلدية طوباس استأجرت كسارة كبيرة للقيام بتفتيت وتكسير الصخور وإزالتها، إضافة إلى تشكيل لجنة من محافظة طوباس ووزارة الصحة وعدد من المتطوعين لإغلاق وسدّ الجحور والكهوف التي يعيش فيها الوبر الصخري، إضافة إلى حملة أخرى لتوعية الناس بضرورة إزالة الركام عند الانتهاء من عمليات البناء.

وعمليات الرش ستبدأ مع بداية الشهر المقبل وهو الموعد الموسمي لانتشار تلك البعوضة، فيما ستتواصل الجهود في عملية توعية الناس بضرورة وقاية أنفسهم، حتى يأتي اليوم الذي تنتفي فيه الحاجة للرش، وعدم تسجيل أي إصابات.

اقرأ أيضاً: صحتك في قدميك.. تعريف بأهم التغيرات التي تصيب القدمين

المساهمون