"عين الحنية" جنّة فلسطينيّة يستبيحها المحتل

13 فبراير 2015
الرصاص يتربّص بكل من يحاول أن يملأ دلوه(محمد عبيدات)
+ الخط -
قد تكون منطقة عين الحنية جنة الدنيا التي حرّم شيطان الإحتلال أهاليها من التمتع بخيراتها وجمالها الطبيعي. هي تتبع لقرية الولجة الواقعة غرب مدينة بيت لحم، جنوب الضفة الغربيّة المحتلة، والتي ذاق أهلها ويلات التهجير لحظة احتلالها في عام 1948 بالإضافة إلى وقوعها تماماً على خط الهدنة الذي رسمته الأمم المتحدة بعد حرب العرب مع المحتلين في عام 1949. واليوم، منطقة العين معزولة عن الولجة بجدار الفصل العنصري.

في سنوات الاحتلال الأولى، منع الإحتلال سكان القرية من الوصول إلى عين المياه. وكان الرصاص يتربّص بكل من يحاول أن يملأ دلوه.

ويخبر رئيس المجلس القروي في الولجة، عبد الفتاح أبو التين، أنه ومع الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينيّة في عام 1967، استطاع أهالي القرية بلوغ العين من جديد والسباحة في حوض المياه التابع لها بالإضافة إلى سقاية أغنامهم. وعندما شيّد جدار الفصل العنصري، عزلت القرية عن عينها الوحيدة وأصبح الوصول إلى نبع المياه شبه مستحيل.

لم ينتهِ الأمر عند هذا الحدّ. فقد تلقى أهالي القرية أخباراً تفيد بأن قريتهم وعين مياههم التاريخيّة مشمولتَين بمخطط لتشييد حديقة وطنيّة للإسرائيليّين، ستقام على آلاف الدونمات المحتلة في العامَين 1948 و1967. ومن شأن ذلك أن يحوّل معلمهم التاريخي الذي يضمّ نبع المياه وبعض البيوت القديمة التي تركوها خلفهم قبل أن يُهجّروا منها، إلى متنزّه للمحتل وسلسلة مطاعم تمحو بدورها عروبة المكان.

ويشير أبو التين إلى أن منطقة عين الحنية هي معلم تاريخي للفلسطينيّين والعرب، تضمّ آثاراً بيزنطيّة وإسلاميّة يحاول الإسرائيليون طمسها والتخلّص منها من خلال مشاريعهم وذرائعهم الأمنيّة التي تعرقل كل محاولة قانونيّة يطالب أهالي القرية من خلالها بحقهم.

وتمهيداً للمشروع، تنفّذ لجنة الآثار التابعة لسلطات الاحتلال في هذه الأيام حملة تنقيب قد تكون، بحسب ما يلفت أبو التين، "للتخلّص من كل الآثار العربيّة التي قد يُعثر عليها، بهدف إزالة الوجود العربي من المكان". يضيف: "بذلك تسهل عليهم إقامة مشروع حديقتهم القوميّة التي ستكون مقدّمة للاستيلاء على مزيد من أراضي الفلسطينيّين".

وقرية الولجة هذه، هي قرية جديدة أقيمت على مساحة ستة آلاف دونم إلى جانب القرية القديمة التي كانت قد احتلتها إسرائيل في عام 1948 وهجّرت سكانها وهدمتها بالجرافات في عام 1951. أما عدد سكانها فيبلغ ألفَين و500 نسمة، وهم ما زالوا يعانون ويلات النكبة والتهجير.