يوغا للأطفال الرضّع

08 ديسمبر 2015
لا تكترث بوند للانتقادات التي تسمعها (حسين بيضون)
+ الخط -
ربّما يبدو المشهد غير مألوف؛ أن تحمل أم طفلها وتحرّكه كأنه دمية، بطريقة يصفها بعض الأهالي بأنها "وحشيّة"، بحسب المدرّبة الروسية رادا بوند، والتي أكدت أنها تمارس هذه الرياضة مع طفليها منذ ولادتهما. قررت بوند إنجاب طفلها الأول في حوض من المياه في المنزل، من دون إعطائه أي لقاح، ومن دون استخدام الحفاضات. منذ ولادته، عوّدته على الدخول إلى المرحاض. يبكي فتعرف أنه حان الوقت. تقول إن "الطفل مثل إسفنجة، يلتقط ويمتصّ كل ما يحيط به. لذلك، علينا أن نعلّمه أسلوب حياة صحياً منذ البداية، وهنا تقع المسؤولية على الأهل الذين يتوجّب عليهم العمل على تطوير نموه".

بوند كانت قد تأثرت بالعالم الروسي إيغور تشاركوفسكي، صاحب نظرية اليوغا للأطفال حديثي الولادة. كان يؤمن أن "خروج الجنين من وسطه المائي إلى وسط جاف يجعله عرضة لفقدان قدر كبير من طاقته وحيويته". برأيه، "يجب ترك الأطفال في الحوض حتى يعبّروا عن رغبتهم في الخروج". وبوند أرادت تجربة الأمر.
تعود إلى اليوغا، قائلة إنها تساهم في تقوية صحة الجسد على المدى الطويل، ليصبح صلباً ومقاوماً للأمراض، لافتة إلى أن "بعض الأطفال يشعرون بالخوف ويبكون في البداية، لكنهم يستمتعون بالأمر بعد ذلك". تضيف أن هذه الرياضة كانت تمارس بهدف علاج آلام المفاصل لدى الأطفال ما بين عمر الصفر وتسعة أشهر.

أيضاً، تشير إلى أن "هذه التقنية تعلّم الطفل كيفية ضبط النفس والتنفس بشكل سليم، وتمنحه الهدوء والتوازن، وتحميه من الإصابة ببعض الأمراض في المستقبل، وخصوصاً تلك المتعلقة بالجهاز التنفسي". تضيف أنها تساعد على وصول الأوكسيجين إلى الدماغ، وتقلل من آلام البطن، وتحسّن النوم، وتساعد على تنسيق حركة الجسم والدورة الدموية". بوند تلفت إلى أن دراسات عدة أشارت إلى أهمية يوغا الأطفال على الصعيد المعنوي، كونها طريقة مذهلة لتعزيز التواصل بين الأهل والأطفال، وتساهم في زيادة تعلق الرضيع بالأم والأب، وتؤثر بشكل مباشر في التنمية الفكرية والإبداع، ليصبح الطفل واثقاً من نفسه.

عادة ما تستغرق جلسة يوغا الأطفال ساعة تقريباً، يمارس خلالها الأهل حركات رياضية لأطفالهم من عمر الصفر، أي حديثي الولادة، وحتى عمر السنة. وتعد هذه المرحلة الأولى لنمو عضلات الجسم، حتى إنهم لا يمانعون أن تمسك بوند صغارهم من الأطراف، وتركهم في الهواء لفترات طويلة.
في المقابل، يرفض بعض الأهالي يوغا الأطفال، ويعتبرونها غير صحية، مشيرين إلى أنها "عادات غريبة لا علاقة لها بالطب على الإطلاق". في المقابل، يؤكد عدد من الباحثين أن يوغا الأطفال قادرة على معالجة بعض التشوهات الخلقية في الجسد، شرط الانتباه وتجنّب الرياضة العنيفة التي قد تؤدي إلى الوفاة.

متلازمة الطفل المرتج

من جهته، يقول طبيب أطفال رفض الكشف عن اسمه لـ"العربي الجديد" إنه يمكن لهذه الرياضة أن تؤدي إلى الإصابة بمتلازمة الطفل المرتج التي قد تسبب العمى أو تلف الدماغ أو الموت. ويشير إلى أن هذه الحالات تكثر في الولايات المتحدة. يضيف: "نحن لسنا ضد الرياضة للأطفال الرضع، لكن لا بد من إتقانها حتى لا تكون مؤذية. ففي هذه المرحلة من النمو، تكون أعضاء الطفل قابلة للكسر بسرعة. لذلك، لا يمكن لأم لا تعلم تقنيات هذه الرياضة أن تمارسها مع ابنها بمفردها في المنزل". وتعليقاً على كلام بوند التي تنصح الأمهات بإطعام أطفالهم حديثي الولادة الأرز واللحم والألبان والأجبان على غرار ما فعلت مع أطفالها، يقول الطبيب إن غذاء الطفل الوحيد يجب أن يقتصر على الحليب خلال الأشهر الستة الأولى".

عادةً ما لا تكترث بوند للانتقادات التي تسمعها، وإن كانت توافق الطبيب على ضرورة الانتباه إلى كيفية ممارسة هذه الرياضة. تقول إنه لا يمكن للأم أو الأب تعلّم اليوغا من خلال مشاهدة فيديوهات على "يوتيوب"، بل من الأفضل اللجوء إلى متخصصين. وهناك أمور عدة على الأهل معرفتها. على سبيل المثال، ننصح بتجنب إطعام الأطفال قبل ممارسة الرياضة لأنهم قد يشعرون بالغثيان.
يرى بعض الأهالي أن رياضة اليوغا ستكون مفيدة لأطفالهم على المدى الطويل. هم أيضاً باتوا على قناعة بنظرية تشاركوفسكي، ولا يمانعون في إطعام أولادهم الأرز وغيرها من المأكولات، بعد طحنها.

اقرأ أيضاً: عادات رياضية غير صحيّة
دلالات
المساهمون