في بلدات مضايا وبقين والزبداني في ريف دمشق، المحاصرة من قبل قوات النظام السوري منذ نحو خمسة أشهر، هناك أكثر من 50 ألف مدني، جلّهم من الأطفال والنساء، محرمون من المواد الغذائية والطبية والمياه النظيفة، ما قد يهدّد حياتهم.
أعلَنت مصادر أهليّة من بلدة مضايا، طلبت عدم الكشف عن اسمها، لـ "العربي الجديد"، أنه "خلال الأيام الأخيرة، مات ثلاثة أطفال جوعاً، في وقت يُصاب العشرات من الأطفال والنساء وكبار السن بحالات إغماء يومية بسبب سوء التغذية". ولفتت إلى أن "الجوع بات يُهدّد حياة العديد من المحاصرين في البلدة، بالإضافة إلى النقص في الأدوية وخصوصاً تلك الخاصة بالأمراض المزمنة والالتهابات وغيرها".
وبيّنت المصادر أن "كثيراً من العائلات تكتفي بالمياه على مدى يومين أو ثلاثة، بسبب عجزها عن تأمين الطعام. وإذا ما تأمّن، تكون الوجبة الغذائية عبارة عن مياه وقليل من الملح الصخري والحشائش وأوراق الشجر، إلا أنه حتى هذه الحشاش لم تعد متوفرة بسبب البرد الشديد والصقيع". أضافت أن "أكثر من 30 شخصا أصيبوا بحالات تسمم خلال الفترة الماضية بسبب تناول أعشاب سامة"، لافتة إلى أن "الوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوماً، بعدما تحول الناس إلى أشباح بسبب نقص التغذية".
تابعت المصادر أن "هناك إصرار على حصارنا في البلدة بهدف تجويعنا، فقد تحولت البلدة إلى معتقل كبير". في الوقت نفسه، تلفت إلى أن حقوق المعتقل للحصول على الطعام والدواء سلبت منا هنا. فما يحدث أشبه بإعدام جماعي". أضافت أن "كل من يحاول الخروج من مضايا والزبداني وبقين، بالإضافة إلى بلدتي، يطلق النار عليه. وقد قتل العديد من الذين حاولوا التسلل إلى خارج البلدة، بينهم أم تركت أبناءها محاولة الخروج لجلب بعض الطعام من البلدات المجاورة، وشابان كانا يحاولان إدخال كمية من حليب الأطفال والأدوية. حتى أن طفلة في الخامسة عشرة من العمر، حاولت الالتحاق بعائلتها خارج البلدة، فانفجر بها لغم أرضي أدى إلى إصابتها إصابة بالغة".
بدوره، قال محمد الزبداني، ناشط في مضايا، لـ"العربي الجديد"، إنه "لا مبرر لسياسة التجويع في بلدات مضايا والزبداني وبقين اليوم، وخصوصاً أننا تقدمنا بمبادرة لحل شامل لملف هذه البلدات، وكان هناك تعهد بتسليم جميع الأسلحة، والسماح للقوات الأمنية والنظامية بدخول المنطقة، وتسوية أوضاع المسلحين والمتخلفين عن الخدمة العسكرية والمنشقين، بالإضافة إلى عودة جميع مؤسسات الدولة إلى المنطقة، في مقابل السماح بإدخال المواد الغذائية والطبية وإعادة الخدمات".
اقرأ أيضاً: آلاف السوريين الفارين من الحرب يستغيثون