ضحية تعذيب جديدة بالقاهرة والغضب يتصاعد ضد "الداخلية"

30 نوفمبر 2015
التعذيب حتى الموت مستمر بأقسام الشرطة المصرية (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -


أعلن، اليوم الإثنين، عن مقتل المواطن المصري عبده صابر، أحد المحتجزين داخل قسم شرطة عين شمس شرق القاهرة، بعد توقيفه يوم الجمعة الماضي، وتلفيق تهمة حيازة سلاح بغير ترخيص له. في حين صرحت مديرية أمن القاهرة بأن سبب الوفاة يعود إلى إصابته بالالتهاب الرئوي، وأنه تم نقله إلى المستشفى قبل الوفاة لتلقّي العلاج.

وكان المحامي عاطف عبد الحميد إبراهيم وكيلا عن صابر إسماعيل، قد تقدم ببلاغ رقم 20017 عرائض للنائب العام ضد النقيب ماجد صبري وأمين شرطة يدعى عباس، من قوة مباحث قسم عين شمس لاعتدائهما على نجله عبده صابر "سروجي" أثناء عودته من عمله.

وذكر البلاغ أن أمين الشرطة قام بتفتيشه واستولى على مبلغ مالي كان بحوزته، وعندما اعترض وطالب برد المبلغ، هدده أمين الشرطة قائلًا له "إنت متعرفش أنا مين". وأضاف والد المجني عليه في بلاغه: "ابني قال أنا هشتكيكم، فرد عليه: اللي عندك اعمله. ثم قام ضابط المباحث وأمين الشرطة بالتعدي عليه بالضرب أمام المواطنين".

اقرأ أيضاً: ضحايا التعذيب في السجون المصرية

وأشار البلاغ إلى أن الواقعة حصلت في شارع الزعيم غاندي مع تقاطع الحرية بعين شمس، وطالب مقدم البلاغ النائب العام باتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة وسرعة التحقيق مع الضابط والأمين.

والد الضحية قال "ابني يرقد في غيبوبة بمستشفى عين شمس، ويعاني من إصابات خطيرة في الجمجمة"، وهو ما أدى لمقتله مساء السبت.

وتعددت حالات القتل للمحتجزين والمعتقلين بالسجون ومراكز الشرطة، خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، في الأقصر والإسماعيلية والجيزة وكفر الدوار والقاهرة والفيوم.

في الأقصر، قتلت قوات الشرطة طلعت شبيب الرشيدي، البالغ من العمر 45 عامًا، متهمة إياه بترويج المخدرات، وهي نفس الذريعة التي تم قتل الطبيب عفيفي حسني بالإسماعيلية بها. وفي مركز شرطة كفر الدوار بالبحيرة، شمال مصر، لقي شاب مصرعه، إثر إصابته بمغص كلوي ونزيف شرجي.

وشهد قسم شرطة حدائق القبة، شرق القاهرة، مقتل الشاب مصطفى إبراهيم سيد قنديل، 30 سنة، يعمل بالرابطة العالمية لخريجي الأزهر، داخل حجز القسم متأثرًا بكسور وكدمات بأماكن متفرقة بالجسد، وتجمع أقاربه أمام القسم، بدعوى وجود شبهة جنائية بوفاته، واتهموا الضباط بتعذيبه حتى الموت.

اقرأ أيضاً: "رايتس مونيتور" تطالب بتقصي وقائع التعذيب في مصر

إلى ذلك، تداول نشطاء مقطع فيديو لعدد من أفرد قوة مباحث الفيوم يقتحمون أحد محال "التلفونات المحمولة"، وتحطم محتوياته، أمام أعين المارة، قبل أن يقوموا بالاعتداء على صاحب المحل، بسبب خلاف تجاري مع رئيس المباحث.

وفي هذا السياق، حذر المجلس القومي لحقوق الإنسان، من أن وقائع وفاة مواطنين داخل مقار الاحتجاز الشرطية، تشكل خطرا، موضحاً في بيان اليوم، أنه "يتابع عن كثب أخبارا حول وقائع وفاة ثلاثة مواطنين خلال أسبوع واحد في أماكن الاحتجاز الشرطية بشبهة التعذيب، الأمر الذي يمثل انتهاكًا جسيمًا لحق الإنسان في الحياة، ويشكل ناقوس خطر ينذر بتنامي ظاهرة التعذيب مرة أخرى".



كما لفت إلى أنه سيعقد اجتماعا، يدعو إليه وزارتي الداخلية والعدل، إضافة إلى "النيابة العامة"، و"الطب الشرعي"، لدراسة الموقف من حالات الوفاة داخل مراكز الاحتجاز.

وكانت منظمة هيومن رايتس مونيتور قد ذكرت أمس أن "الشرطة المصرية أقدمت على تعذيب 4 مواطنين بوقائع مختلفة، خلال الـ 10 أيام الماضية، أفضت ثلاث منها إلى الموت".

بدوره، قال الناشط الحقوقي نجاد البرعي: إن عبد الفتاح السيسي هو المسؤول عن جرائم التعذيب التي تحدث داخل أماكن الاحتجاز، لأنه لا يتصدى لها".

اقرأ أيضاً: مطالبات بإقالة وزير الداخلية "راعي التعذيب بسجون مصر"