أطفالنا

22 نوفمبر 2015
لعبة كبار ينتهكون فيها حقوق صغارهم(محمد حويس/ فرانس برس)
+ الخط -
أول من أمس، كنّا على موعد متجدّد مع اليوم العالمي للطفل. هي احتفالية تنظمها الأمم المتحدة سنوياً منذ اعتمادها إعلان حقوق الطفل عام 1959.

تحدد الاتفاقية عدداً من حقوق الطفل، ومنها حقوق الحياة والصحة والتعليم والحياة الأسرية والحماية من العنف وعدم التمييز واللعب.

في بلادنا العربية كلّ هذه الحقوق منتهكة بشكل أو بآخر، ونادراً جداً ما تراها مجتمعة. أما إذا ما اجتمعت فيكون اجتماعاً على الانتهاك لا على التطبيق.

الحرب والفقر والفوضى مؤثرات بارزة في هذا الوضع. وإذا تحدثنا عن أحد هذه الحقوق بالذات، الذي قد يبدو أقلها تأثيراً وهو اللعب، يمكن أن نورد الكثير من الأمثلة على تأثير انتهاكه في الوضع النفسي للطفل، بما ينعكس على مستقبله ويحدد خطوط حياته حتى.

أطفالنا ممنوعون من اللعب في معظم الأحيان. يعود ذلك إلى دفعهم باتجاه العمل في سنّ مبكرة، أو إلى الزواج المبكر في حالة الإناث، أو إلى انعدام المساحات المخصصة لهم، أو إلى ظروف الحرب والمعارك والنزاعات المختلفة التي لا تترك أيّ مجال لهم بعيداً عن دوائر الخوف والحذر.

أما إذا لعبوا، وهي مصيبة أخرى، فلعبهم يرتبط بالكبار وإعادة إنتاج المجتمع نفسه بعقليته العنفية. الطفل في الصورة أحد هؤلاء. هو لا يعرف شيئاً عن حقوق الطفل. يتماهى مع الكبار ويرتبط بهم ويحضّر نفسه كي يكون واحداً منهم. سلاحه جاهز ومعاركه جاهزة والتعبئة الفكرية تمضي كما يجب.

هي لعبة كبار ينتهكون فيها حقوق صغارهم.

إقرأ أيضاً: في يوم الطفل العالمي: إسرائيل تعتقل 400 طفل فلسطيني
دلالات