السعودية تتجاهل المطالبات بوقف إعدام شاعر فلسطيني

21 نوفمبر 2015
الشاعر الفلسطيني أشرف فياض (فيسبوك)
+ الخط -
تتجاهل السلطات السعودية المطالبات الحقوقية والثقافية بإطلاق سراح الشاعر الفلسطيني أشرف فياض، بعد تردد أنباء عن إصدار حكم بإعدامه بتهمة الإلحاد.

ولم يصدر من الهيئات القضائية أو السياسية السعودية أي رد فعل، بعد عودة قضية الشاعر الفلسطيني إلى الواجهة، وخصوصاً بعد إعلان منظمة هيومن رايتس ووتش، أمس، أن محكمة سعودية أصدرت حكما بالإعدام على الشاعر الفلسطيني أشرف فياض بتهمة الترويج لأفكار إلحادية وسب الذات الإلهية.

فقد صرح آدم كوجل الباحث المختص بشؤون الشرق الأوسط بالمنظمة الحقوقية أن محكمة سعودية أصدرت حكما بالإعدام على الشاعر الفلسطيني أشرف فياض منذ ثلاثة أيام.

اقرأ أيضاً: السعودية تفند الانتقادات الدولية حول تزايد الإعدام

وأضاف "اطلعت على حيثيات حكم المحكمة الأدنى درجة عام 2014 وعلى حكم آخر بتاريخ 17 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري. من الواضح جداً أنه صدر عليه حكم بالإعدام بتهمة الترويج لأفكار إلحادية".

واستندت إدانة فياض الى أقوال شاهد إثبات قال إنه سمعه يسب الله والرسول والسعودية كما استندت إلى ما ورد في ديوان له صدر منذ سنوات. وأحيلت القضية إلى محكمة استئناف أعادتها إلى محكمة أدنى حيث شدد القاضي العقوبة في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني على الإعدام. وقال القاضي إن شهادة الشهود الذين ساقهم الدفاع وتحدوا شاهد الإثبات الذي جاء به الادعاء لا يعتد بها.

وتعود قصة الشاعر فياض إلى عام 2013، ففي عام 2008 صدر للشاعر المقيم في السعودية ديوان شعري بعنوان "التعليمات بالداخل" عن دار الفارابي. لكن في 2013 تلقت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بلاغاً من أحد قراء الديوان بأنه يحتوي على أفكار إلحادية، فأقدمت الهيئة على اعتقاله في مدينة أبها جنوب غربي السعودية، ولكنها ما لبثت أن أخلت سبيله بكفالة لعدم كفاية الأدلة.

اقرأ أيضاً: السعودية ترفض التدخل الخارجي بقضية رائف بدوي

وتكررت مسألة اعتقال الشاعر الفلسطيني في يناير/ كانون الثاني عام 2014، وحكم عليه حينها بالسجن لمدة أربع سنوات إضافة إلى 800 جلدة، بعد إن وجهت إليه نحو 15 تهمة، منها التجديف على الذات الإلهية وتطويل الشعر.

ولكن كيف تغيّر الحكم من السجن العام الماضي إلى الإعدام الأسبوع المنصرم؟ وهو من المثقفين الذين كان لهم حضورهم في الوسط الثقافي والشعري في السعودية، حتى إنه مثل السعودية في معرض له بعنوان "ريزوما" أي جيل الانتظار، في فينيسيا.

من جهتها، أدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان أول من أمس الحكم الصادر بإعدام فياض بتهمة "التشكيك بالذات الإلهية"، مشيرة إلى أن أكثر من مائة مفكر ومفكرة تضامنوا مع أشرف فياض ووقعوا عريضة في فبراير/ شباط 2014 يطالبون فيها بإطلاق سراحه من سجنه في السعودية وتداعوا لكتابة مائة قصيدة كوسيلة لتحرير فياض.

ونشطت دعوات الشعراء والمفكرين مجدداً لاستكمال مشروع المائة قصيدة، بعد أن وصل العدد إلى 50 قصيدة تكتب لحرية الشاعر الفلسطيني. كما أعرب العديد من الكتاب والشعراء عن تضامنهم مع الشاعر فياض على مواقع التواصل الاجتماعي.




كما أعلنت الشبكة عن رفضها "محاكم التفتيش في الضمائر، ومحاكمة الإنسان على مدى تدينه (...) فقد أمست حياة الإنسان غير ذات قيمة بين يدي السلطات القائمة على الحكم في المملكة، والتكفير أقرب التهم، ومحاكم التفتيش وهيئة الأمر بالمعروف أنجع السبل للتخويف من التفكير والإبداع".

اقرأ أيضاً: العفو الدولية: أحكام الإعدام في السعودية بلغت ذروتها