أهالي شهداء غزة يطالبون بصرف مستحقاتهم

17 نوفمبر 2015
أهالي الشهداء في وقفة احتجاجية (عبدالحكيم أبورياش)
+ الخط -

تختصر الفلسطينية محاسن أبو شنب، معاناتها، وعائلتها بعد استشهاد زوجها عبدالكريم بكلمات مقتضبة.

تروي محاسن، كيف أنّ زوجها حمل والدته المُسنة مسرعاً، خارج منزلهم في حي الشجاعية شرق مدينة غزة في الهدنة الأولى خلال عدوان 2014، لكن قذيفة قتلتهم على الفور، وأصابت عدداً من أفراد أسرتها.

منذ ذلك الوقت، تسعى محاسن، وذوو شهداء عدوان عام 2014 على غزة، لصرف مستحقاتهم المالية، ورواتبهم من السلطة الفلسطينية دون جدوى.

وقالت محاسن التي شاركت في الوقفة الاحتجاجية لذوي الشهداء، اليوم الثلاثاء، في غزة، إنّ على المسؤولين الفلسطينيين تكريم أسر الشهداء، لا زيادة آلامهم.

ولم يكن حال أم علي القايض، والدة ثلاثة شهداء، أفضل من سابقتها، إذ فقدت أم علي ابنها محمود الذي استشهد في الاجتياح الإسرائيلي لحي الشجاعية، ولحقت به شقيقته ولاء، وشقيقه أحمد، عندما خرجا من مدرسة اللجوء في فترة الهدنة، وذهبا إلى المنزل في منطقة أبو العجين شرق دير البلح لإحضار ملابس العيد، فاستهدفتهم الصواريخ الإسرائيلية، وصبغت ملابسهم بالدم.

اقرأ أيضاً:دعم الأسرى الفلسطينيين إعلامياً

وتوضح القايض لـ"العربي الجديد"، أنها لا تتلقى أي راتب، أو معونات سوى مخصصات طفلها الشهيد محمود، مضيفة: "تم قطع شيك الشؤون، وزوجي مريض بالقلب، وأعيل تسعة أفراد، أطلب من المسؤولين الالتفات الى حالنا، وصرف مخصصات أبنائنا، والتخفيف من معاناتنا".

ويقول المتحدث باسم أهالي الشهداء في غزة، علاء البراوي، إنّ الاعتصام جاء للمطالبة بحقوق أهالي الشهداء، البالغ عددهم أكثر من 2300 شهيد، سقطوا خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، في عام 2014، مطالباً بإنهاء معاناتهم المتفاقمة.

ويضيف البراوي لـ"العربي الجديد"، أنّ لجنة أهالي الشهداء بدأت سلسلة من الاعتصامات أمام مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى، وأمام مجلس الوزراء، كذلك أجرت عدداً من الاتصالات مع شخصيات هامة، وقادة، وأعضاء في منظمة التحرير الفلسطينية من أجل إيصال صوتهم وحل إشكالاتهم.

ويتابع: "لم نحصل على مستحقاتنا، حتى هذه اللحظة، سوى بعض الوعود التي لم يتحقق منها أي شيء على أرض الواقع، بحجة أن الأمر يحتاج إلى قرار من الرئيس محمود عباس، وبإصدار تعليمات من أجل صرف مخصصات أهالي شهداء 2014، أسوة بباقي الشهداء".

وناشد البراوي الرئيس الفلسطيني إنهاء ملف أهالي الشهداء، وصرف رواتبهم، مضيفاً: "لا يمكننا أن نطالب بمحاكمة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه، ونترك أهالي الشهداء يعانون، وأنهم مستمرون في اعتصامهم حتى انتهاء القضية".

بدوره، أكدّ مسؤول مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى، في منظمة التحرير الفلسطينية، محمد النحال، لـ"العربي الجديد"، شرعية مطالب أهالي الشهداء، مشيراً إلى أنه منذ اللحظة الأولى تم فتح ملفات جميع الشهداء، وقامت المؤسسة بإرسالها إلى وزارة المالية، لكن لم يتم الرد على هذه الرسائل حتى هذه اللحظة.

ويلفت النحال إلى أنه تم صرف رواتب شهداء ما قبل عام 2014، كذلك شهداء انتفاضة القدس الحالية، والغريب أنه لم يتم الاهتمام بشهداء الحرب الأخيرة على غزة، حتى الآن، مطالباً الرئيس، ورئيس الوزراء، ووزارة المالية بإنهاء الملف، وصرف رواتب أسر الشهداء.

ويتابع: "لم يفرق الاحتلال الإسرائيلي بين فلسطيني، وفلسطيني خلال حربه على غزة، لذلك سنبقى على عهدنا في المطالبة بحقوق أهالي الشهداء، وعلى المسؤولين الكف عن التحجج بالأزمة المالية التي لا مبرر لاستمرار هذه المعاناة، خصوصاً في ظل عدم قدرة الأهالي على تحمل أعباء إضافية".

دلالات