أهالي بغداد يحتمون بصور رجال الدين

01 أكتوبر 2015
أهالي بغداد يحتمون بصور رجال الدين (فرانس برس)
+ الخط -

لم يكن مهند العزاوي، الذي عُرف منذ شبابه في ثمانينات القرن الماضي بتمسكه بالفكر الشيوعي، يعتقد أن تضطره الظروف يوماً إلى إظهار الولاء لرجال الدين، حتى أنّ أصدقاءه باتوا يستغربون رؤية صورة كبيرة لأحد رجال الدين على حائط المنزل.

وفي حديثه لمراسل "العربي الجديد" كشف العزاوي، عن سببين رئيسيين أجبراه على طباعة صورة بطول مترين، لمرجع ديني، وتعليقها على حائط المنزل، قائلاً "لكسب ود الجيران الذين ينتمون للمليشيات المسلحة، ومنع رمي القمامة عند حائط المنزل".

العزاوي أكد أنه منذ علق الصورة، قبل نحو عامين، صار جيرانه يحترمونه كثيراً، ويقدمون له المساعدة في أي شيء يحتاجه، إذ أعلن أمامهم عن ولائه المطلق لرجال الدين.

ويقول العزاوي المستقر حالياً في اسطنبول "فشلت محاولاتي في منع جيراني من رمي النفايات أمام منزلي، جميعهم كانوا يوالون رجال الدين، وينتمي أولادهم للمليشيات، كانوا قوة لا أستطيع الوقوف أمامها، ما اضطرني لتغيير جلدي لأكسبهم"، لافتاً إلى أن "احترامهم لهؤلاء أجبرهم على عدم رمي القمامة أمام منزلي، فكانت خطتي ناجحة".

صور رجال الدين في العراق، باتت منظراً يراه المتجول في بغداد، أينما جال بصره، حيث الصور على جدران وأسطح البنايات وأعمدة الإنارة وواجهات المحال التجارية وعند زوايا الشوارع الرئيسية والفرعية.

المسؤول الزراعي في دائرة أمانة بغداد، ضياء النداوي، أكد لـ"العربي الجديد" أن نصب صور كبيرة لأحد رجال الدين، كان القرار الناجح الذي اتخذه الكثير من المواطنين لمنع قيام آخرين بتشويه منظر العاصمة العراقية.


وقال النداوي إن بلديات أمانة بغداد، يئست من إيجاد حلول تمنع البعض من تكديس النفايات في الحدائق العامة وعلى الأرصفة، والتي تسبب الكثير من الأمراض والأوبئة، مستدركاً "الفساد الإداري والمالي في بلديات الأمانة السبب في ما يحدث، حيث يتكفل برفع النفايات مقاولون يتبعون مليشيات، وهؤلاء غير مؤهلين لهذه الواجبات، كما لا يستطيع أحد محاسبتهم".

وأضاف "وجد مواطنون أن الحل في وضع صور لرجال الدين، قرب منازلهم ومحلاتهم لمنع رمي النفايات عندها".