العنف يهدد جامعات السودان

15 مايو 2014
يكمن الحلّ في الحوار الطلابي (Getty)
+ الخط -

تشهد جامعات السودان ازدياداً في وتيرة العنف خلال السنوات الأخيرة، وخصوصاً بين طلاب المعارضة والحزب الحاكم، كان آخرها الأسبوع الماضي في جامعتي "الخرطوم" و"النيلين".

وفي السياق نفسه، أعلن القيادي في "الجبهة الديمقراطية"، الذراع الطلابية للحزب "الشيوعي"، أحمد زهير، لوكالة "الأناضول"، أن "طلاب الحزب الحاكم عادة ينقلون الصراع من أية جامعة إلى بقية الجامعات، مستغلين تواطؤ الأجهزة الأمنية وإدارات الجامعات معهم، كما حدث في جامعة النيلين".

وأضاف أن "عدد الطلاب، الذين لقوا مصرعهم منذ عام 1989، يقارب الخمسين، أكثر من 90 في المائة منهم ينتمون إلى الفصائل الطلابية المعارضة، في مقابل أقل من 10 في المائة من الطلاب الإسلاميين".

في المقابل، نفى الأمين السياسي لحركة الطلاب الإسلاميين الوطنيين، الذراع الطلابية لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، النعمان عبد الحليم، هذه الاتهامات، قائلاً: "تاريخياً، الجبهة الديمقراطية وطلاب اليسار هم من يعتدون علينا". وأضاف: "اعتدوا علينا الأسبوع الماضي خلال تنظيمنا خطاباً جماهيريّاً في جامعة الخرطوم، مستخدمين قنابل المولوتوف والقضبان الحديدية، حتى أنهم أصابوا 14 من كوادرنا، إصابة أحدهم خطيرة".

وتابع أنه "منذ وصول الحركة الإسلامية إلى السلطة، لقي 4 من طلابنا مصرعهم على أيدي طلاب اليسار في عدد من الجامعات".

"
العنف الطلابي في الجامعات، امتداد للانقسام السياسي في البلاد
"

من جهته، قال عميد كلية العلوم السياسية في جامعة "الزعيم الأزهري" في الخرطوم، آدم محمد أحمد، إن "العنف الطلابي في الجامعات، امتداد للانقسام السياسي الحاد في الشارع، ولا يمكن حلـّه بمعزل عن ذلك".

ولفت إلى أن "الجامعات السودانية، وخصوصاً جامعة الخرطوم، كانت مصنعاً للقيادات السياسية والحركة الإسلامية. لكن عندما وصلت الأخيرة إلى السلطة، سعت إلى مصادرة حق التعبير والتضييق على النشاط السياسي فيها".

وتابع أحمد أن "طلاب الجامعات أطاحوا من قبل نظامين عسكريين. والنظام الآن يخاف من هذا المصير، لذا يقابل نشاط طلاب المعارضة بالعنف وطلابه الآن أشبه بالأجهزة الأمنية".

وفي ما يتعلق بالحل، قال عبد الحليم: "نؤمن بأنه لا يوجد حل غير الحوار الطلابي، وعقد مناظرات فكرية ترتقي بالنشاط. وقد أيدنا وثيقة رئيس الجمهورية، عمر البشير، التي أطلقها في فبراير/شباط الماضي بهذا الشأن، وطرحنا مبادرات وسلمناها إلى جهات عدة لتبنّيها، من بينها إدارة جامعة الخرطوم والاتحاد العام لطلاب ولاية الخرطوم". وأمل أن "يقبل بها الطرف الآخر لنصل إلى ميثاق شرف يوقف هذا العنف غير المقبول".

إلا أن زهير قلل من أهمية هذه المبادرات، قائلا إن "هذه المؤسسات جزء من الصراع لأنها منحازة إلى الحزب الحاكم ولا تصلح كوسيط".

يذكر أن  مجلس عمداء كليات جامعة الخرطوم، قرر في اجتماع له، الإثنين الماضي، تعليق الدراسة إلى أجل غير مسمى؛ بسبب ما وصفه بـ"الاضطراب وعدم استقرار الجامعة". وقال المجلس، في بيانه، إنّ الجامعة ستغلق إلى حين "اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحقيق أمن الجامعة واستقرارها"، كما تقرر "تشكيل لجنة لوضع الاستراتيجيات التي تؤمّن الجامعة مستقبلاً".