ارتفع عدد السوريين الحاصلين على الجنسية التركية بنحو 20 ألفاً منذ نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2021، ليصل عدد السوريين الأتراك إلى 193 ألفاً و293، من بينهم 84 ألف طفل، بحسب تصريح وزير الداخلية التركي سليمان صويلو.
وأكّد الوزير التركي، خلال مؤتمر صحافي عقده أمس السبت، أنّ عدد السوريين الذين يعيشون في تركيا تحت الحماية الدولية يُقدَّر بنحو 3.7 ملايين سوري، علماً أنّ أكثر من 700 ألف طفل سوري وُلدوا في البلاد.
وفي هذا الإطار، أكّد مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في إسطنبول محمد كامل ديمير، لـ"العربي الجديد"، أنّ بلاده "منحت الجنسية حتى بداية نوفمبر الماضي لنحو 174 ألفاً و726 سورياً"، لافتاً إلى أنّ "الشهرَين الأخيرَين شهدا تجنيس أعداد كبيرة من السوريين الذين كانت طلبات جنسيتهم متوقّفة في المرحلة الرابعة، أي الأمنية".
وبحسب صويلو، فإنّ السوريين في تركيا يعيشون بمعظمهم في إسطنبول (من دون أن يشير إلى رقم، علماً أنّ بيانات سابقة قدّرت عددهم بأكثر من 550 ألفاً)، تليها محافظات غازي عنتاب الجنوبية مع 461 ألفاً، وهاتاي مع 433 ألفاً، وشانلي أورفا مع 428 ألفاً، وأضنة مع 255 ألفاً، ومرسين مع 240 ألفاً، فيما يقطن في مقاطعة إزمير وأنقرة في الغرب 149 ألفاً و100 ألف سوري على التوالي.
وأشار صويلو إلى أنّ دراسة استقصائية شملت المهاجرين السوريين أظهرت أنّ 3.1 في المائة منهم لا يخطّطون للعودة إلى بلادهم. وفي حين قال 13.7 في المائة إنّهم سوف يعودون إذا انتهت الحرب وبغضّ النظر عن النظام الذي يحكم البلاد، صرّح 28.2 في المائة بأنّهم سوف يفعلون ذلك فقط إذا انتهت الحرب وكان النظام الذي يدعمونه في السلطة. إلى جانب هؤلاء، 4.1 في المائة أعلنوا أنّهم سوف يعودون إلى سورية حتى لو بقيت الحرب مستمرة.
وأوضح صويلو أنّ ثمّة من يفرّ الآن من سورية ويتّجه إلى تركيا، ليس بسبب الصراع فقط، إنّما كذلك لأسباب اقتصادية، مرجّحاً عدم انتهاء موجات الهجرة قريباً. بالنسبة إليه، فإنّها في الواقع بدأت للتو، فيما الدول المتقدّمة لا تفعل شيئاً سوى المراقبة فقط".
وبحسب تقديرات صويلو، فإنّ نحو ثمانية ملايين مهاجر محتمل مستعدّون لدخول تركيا، بما في ذلك خمسة ملايين أفغاني في إيران، مليونان منهم على الحدود التركية، إلى جانب أشخاص في أنحاء مختلفة من سورية.
ولفت صويلو إلى أنّ تركيا منعت، في السنوات الخمس الماضية، 2.5 مليون شخص من دخول البلاد من حدودها الجنوبية والشرقية، وأعادت 306 آلاف شخص، معظمهم من الأفغان والسوريين والباكستانيين والصوماليين والبنغلادشيين.
وحول زيادة عدد السوريين في بعض الولايات، قال صويلو إنّه لا يُسمح للمهاجرين الإضافيين بالاستقرار في المناطق السكنية حيث يشكّل السوريون 25 في المائة من السكان. وهذا ما دفع الحكومة التركية، بحسب ما يلفت السوري الحاصل على الجنسية التركية عدنان فاضل، إلى وقف منح بطاقة الحماية المؤقتة "كيملك" للسوريين في بعض الولايات (إسطنبول وأنقرة وإزمير وغازي عنتاب)، وملاحقة السوريين الذي يقيمون في ولايات غير تلك التي منحتهم بطاقة "كيملك".
ويشير فاضل لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "حملات الكراهية التي تقودها بعض الأحزاب والشخصيات التركية المعارضة تستند إلى تجنيس السوريين، أو إلى الادّعاءات بأنّ السوريين اللاجئين يحصلون على أموال ومساعدات مالية من الحكومة التركية. وهذا غير صحيح بالتأكيد، لأنّ التعليم والصحة ومعونات أخرى مموّلة من منح الاتحاد الأوروبي".
وكانت تركيا قد بدأت منح السوريين الجنسية الاستثنائية في عام 2016 للعاملين في قطاعي التعليم والصحة وحاملي الشهادات العليا وأصحاب المنشآت الصناعية. وقد تزايدت عملية منح الجنسية للاجئين السوريين في عامَي 2019 و2020، كما سُجّل أخيراً بعد تخطّي السوريين مرحلة الدراسة الأمنية الرابعة.