12 سورياً ماتوا عطشاً في صحراء الجزائر خلال طريقهم نحو أوروبا

08 يوليو 2024
صحراء الجزائر قضت على سوريين حاولوا الوصول إلى أوروبا، 29 مارس 2016 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **اكتشاف الجثث ونقلها:** عثرت جمعية "غوث" الجزائرية على جثامين 12 شابًا سوريًا في صحراء الجزائر، وتم نقلها إلى مستشفى حكومي في برج إدريس بولاية إيليزي. الضحايا كانوا يحاولون الوصول إلى أوروبا.

- **تفاصيل الرحلة المأساوية:** الشبان غادروا سوريا إلى لبنان، ثم الأردن وليبيا، وتعرضت سيارتهم لحادث وفقدوا المياه، مما أدى إلى بقائهم بلا طعام أو شراب لمدة 3 أيام.

- **الجهود لاستعادة الجثث:** تم اكتشاف الجثث عن طريق المصادفة ونقلها إلى مستشفى حكومي. الأهالي يناشدون المجتمع الدولي لإعادة جثامين ذويهم إلى سوريا، وسفارة النظام السوري في الجزائر أصدرت تفويضًا للقيام بالإجراءات اللازمة.

عثرت جمعية "غوث" للبحث والإنقاذ الجزائرية، أمس الأحد، على جثامين 12 شابًّا سوريًّا في صحراء الجزائر. ونُقلت الجثث إلى مستشفى حكومي جزائري في برج إدريس بولاية إيليزي الجزائرية، ووفقًا للتفاصيل التي نشرتها المنظمة عبر فيسبوك، ينحدر الضحايا من 4 محافظات سورية وهي الرقة، حلب، دمشق، والحسكة، وكانوا يحاولون الوصول إلى الجزائر خلال مرورهم إلى أوروبا.

قال أبو زايد، وهو شاب ينحدر من بلدة الجرنية في ريف محافظة الرقة شمال سورية، ومن أقرباء الضحايا، لـ"العربي الجديد": "الضحايا الـ12 غادروا سورية إلى لبنان، ومنها بالطيران إلى الأردن، ومن ثم إلى ليبيا. مخطط السفر كان أن يسيروا في الصحراء مدة يومين أو أكثر. ولكن تعرضت سيارتهم الأخرى لحادث، وعلى إثر الحادث فقدوا المياه"، مضيفاً أن الضحايا شبان ليس لديهم خبرة في التصرف في مثل هذه الظروف، وأعمارهم لا تتجاوز 20 عامًا، قائلًا: "بقوا على قيد الحياة لمدة 3 أيام، وحصلنا على صور من جوال عيسى الريان، وهو أحد أقربائي، حيث أزال رمز قفل جواله، وأرسل صورًا إلى أهله، ليتم إرسالها إليهم فور العثور على الجثث وشبك الجوال بالإنترنت، كتب لأهله: "سامحوني، منذ 3 أيام نحن بلا أكل أو شرب".

وأضاف: "من بين الضحايا شابان وطفل من الرقة، وهناك شباب من الحسكة وحلب، قرروا الذهاب إلى الجزائر للعبور إلى إسبانيا عن طريق البحر. كانوا في سيارتين، السيارة الأولى وصلت الجزائر بخير، والسيارة الثانية فيها نساء وأطفال".

كيف تم اكتشاف جثامين الضحايا في صحراء الجزائر؟

وحول كيفية العثور على جثامين الضحايا، قال أبو زايد: "تم اكتشاف الجثامين عن طريق المصادفة، حيث رأى أحد العابرين في الصحراء الجثث وأبلغ جمعية الغوث الجزائرية"، مشيراً إلى أن جمعية غوث نقلوا الجثث إلى مستشفى حكومي في منطقة برج عمر إدريس، وسلموا البيانات للدرك الجزائري. وحاليًّا هم في مستشفى عمر إدريس في الجزائر. وأوضح أن الأهالي يناشدون المجتمع الدولي والصليب الأحمر الدولي استعادةَ جثامين ذويهم، قائلًا: "الهلال الأحمر السوري سيتواصل مع الصليب الأحمر الدولي لإمكانية إعادة الجثث، ونناشد الجهات المعنية والحكومة الجزائرية ومنظمات المجتمع المدني السعي لإيصال جثامين الضحايا إلى ذويهم".

وتابع أبو زايد أن ذويه من بين الضحايا وهم: "منذر وموفق وهما شقيقان، أما الشاب عيسى فهو ابن عم لهم، وهم من أقربائنا، حاليًّا وضع ذويهم صعب للغاية خاصة أمهاتهم، ويناشدون إعادة جثثهم".


من جهته، قال خضر العبد، وهو قريب لأحد المتوفين المنحدرين من الرقة أيضًا لـ"العربي الجديد": "تفاصيل ما تعرض له الشبان لم تصل إلى ذويهم بالكامل، ولا يعلمون ما مروا به خلال الرحلة في الصحراء وهل ضلوا الطريق أم لا. كل ما عرفناه أنهم تعرضوا لحادث خلال الرحلة. أما الآن، فهَمُّ الأهالي الوحيد هو إعادة جثث ذويهم لدفنهم في سورية" مضيفًا: "نعرف أنهم خططوا لسلوك طريق الصحراء من ليبيا إلى الجزائر، وبعدها عبور البحر إلى إسبانيا. للأسف، ما حصل كان كارثة".

أصدرت سفارة النظام السوري في الجزائر، اليوم الاثنين، تفويضًا للمواطن بسام فروخ المنحدر من محافظة درعا، للقيام بالإجراءات المتعلقة بدفن وترحيل جثامين الضحايا الذين قضوا في الصحراء الجزائرية والبالغ عددهم 12 شخصًا.

المساهمون