11 عاماً على مذبحة كنيسة سيدة النجاة في بغداد

01 نوفمبر 2021
أوّل قداس في كنيسة سيدة النجاة بعد مذبحة 2010 (ليلى فاضل/ Getty)
+ الخط -

أحيا عراقيون، مساء أمس الأحد، الذكرى الحادية عشرة لمذبحة كنيسة سيدة النجاة التي أودت بحياة نحو 60 عراقياً وأدّت إلى سقوط عشرات الجرحى، خلال هجوم نفّذه إرهابيون من تنظيم القاعدة على الكنيسة الواقعة في حيّ الكرادة وسط بغداد، في أثناء إقامة قدّاس فيها. ففي 31 أكتوبر/تشرين الأول من عام 2010، احتجز مسلّحون عشرات المسيحيين في داخل الكنيسة كرهائن لساعات عدّة، قبل أن يقتلوهم بتفجيرات انتحارية نفّذوها بأنفسهم وكذلك بعمليات إطلاق نار، في واحدة من جرائم الإرهاب البشعة التي ما زالت محفورة في ذاكرة العراقيين.

وصباح اليوم الإثنين، واصل عراقيون من مختلف الطوائف إحياء الذكرى الأليمة، من خلال إشعال شموع وإلقاء كلمات يستذكرون فيها الضحايا الذين سقطوا في ذلك الاعتداء. وقد فتحت الكنيسة أبوابها أمام الزائرين لمشاهدة صور الضحايا والاطّلاع على قصصهم التي تمّ توثيقها. كذلك شارك ناجون من الهجوم الإرهابي في تجمّع أقيم في الكنيسة لاستذكار الضحايا، مع التأكيد على رسائل سلام بين العراقيين، ودعوة الحكومة إلى العمل على إعادة ممتلكات وحقوق المواطنين المسيحيين الذين تمّ الاستيلاء عليها بطرق مختلفة غير شرعية، بعدما هاجر أصحابها من العراق عقب الغزو الأميركي للبلاد في عام 2003.

وكان البابا فرنسيس الأوّل قد أحيا قداساً، في الخامس من مارس/آذار الماضي، في هذه الكنيسة التي شكّلت أولى محطّاته في خلال زيارته التاريخية للعراق التي امتدّت من الخامس من مارس حتى الثامن منه. يُذكر أنّ تلك الزيارة هي الأولى من نوعها التي يقوم بها حبر أعظم إلى العراق، كذلك أتت أولى زيارات البابا فرانسيس الأوّل بعد أزمة كورونا.

فراس بطرس، واحد من العراقيين الذين شاركوا في الذكرى، يقول لـ"العربي الجديد"، إنّ "الهدف من إحيائها هو التذكير بأنّ الإرهاب في العراق أضعف من أن يهزم بلداً عمره أكثر من سبعة آلاف عام. فالقتلة رحلوا وبقي العراقيون، حتى الأموات منهم في الذاكرة خالدين". يضيف بطرس أنّ "الذكرى فرصة للتذكير بوقف مسلسل الاستيلاء على ممتلكات المسيحيين المهاجرين، وسحب الجماعات المسلحة من سهل نينوى (شمال) وإعادة إعمار المدن المدمّرة في محافظة نينوى عموماً، حتى يتمكّن أهلها من العودة".

ويتابع بطرس أنّ "التهديدات الحالية ليست محصورة في الإرهاب، بل تأتي بها جماعات تمارس التضييق على الحريات الخاصة والعامة باسم الدولة"، في إشارة إلى مليشيات مسلحة ناشطة في بغداد ونينوى. وينتقد بطرس عدم مشاركة مسؤولين حكوميين في إحياء ذكرى المذبحة، لافتاً إلى أنّ "السلطات مطالبة بحفظ أرواح المسيحيين وكذلك ممتلكاتهم".

في سياق متصل، أصدر المجلس الشعبي الكلداني السرياني الأشوري بياناً جاء فيه: "تمرّ علينا الذكرى الحادية عشرة لمجزرة الكنيسة التي اقترفتها جماعات إرهابية مسلحة في أثناء أداء مراسيم القداس، التي انتهت بحادثة تفجير المسلحين الإرهابيين أنفسهم، ما أدّى إلى استشهاد وجرح المئات ممن كانوا بداخل الكنيسة". أضاف المجلس في بيانه أنّ "المسيحيين في العراق بعد عام 2003، يعيشون مآسي ومضايقات من تهجير واختطاف، ناهيك عن التهميش لدورهم ومشاركتهم في مناصب الدولة التي بُنيت أساساً على المحاصصة المقيتة، لتُضاف إلى مآسيهم قبل 2003". وتابع المجلس أنّ "بعد هذه المجزرة الدموية المروّعة في الكنيسة وما تلاها من استهداف دور المؤمنين وكان آخرها تهجير المسيحيين من مناطقهم في سهل نينوى على يد داعش، الأمر الذي دفع كثيرين إلى ترك منازلهم والهجرة خارج العراق"، مجدداً استنكاره الفاجعة المؤلمة.

وفي إطار الذكرى الحادية العشرة لجريمة كنيسة سيّدة النجاة، تداول ناشطون عراقيون الموضوع على مواقع التواصل الاجتماعي، لافتين إلى أنّ الإرهاب الذي ضرب العراق طاول الجميع من دون أن يميّز ما بين دين أو عرق أو مكوّن.

قضايا وناس
التحديثات الحية

وتُعَدّ كنيسة سيدة النجاة في بغداد واحدة من أهمّ كنائس المسيحيين في العراق التي ضربها الإرهاب في عام 2010، فسقط الضحايا في خلال عملية تحرير رهائن احتجزهم تنظيم القاعدة الإرهابي في داخل الكنيسة. فقد اقتحمت قوة عراقية أميركية مشتركة الكنيسة لتحرير الرهائن، غير أنّ تفجير أحد الانتحاريّين نفسه ومقاومة عناصر القاعدة الآخرين نتج عنه مقتل وجرح عشرات من المسيحيين الذين كانوا يشاركون في قداس.

المساهمون