ولاية غيبريسوس الثانية على رأس منظمة الصحة العالمية: مواجهة الجائحة ووعود بالإصلاح

24 مايو 2022
فاز غيبريسوس بولاية ثانية مدتها 5 سنوات (فابريس كوفيريني/فرانس برس)
+ الخط -

يباشر الطبيب الإثيوبي تيدروس أدهانوم غيبريسيوس، بداية من غد الأربعاء، ولايته الثانية على رأس منظمة الصحة العالمية، والتي تستمر لخمس سنوات قادمة، بعد أن كان المرشح الوحيد على طاولة المجلس التنفيذي للمنظمة الأممية.
استطاع غيبريسيوس التغلب على رفض بعض الدول الغربية بقاءه، وخصوصا الإدارة الأميركية التي اتهمته سابقاً بـ"محاباة" الصين في تحقيقات منشأ جائحة كورونا، بالإضافة إلى ثناء المنظمة خلال ولايته على الطب الصيني البديل، والذي تقدر أرباحه السنوية بنحو 50 مليار دولار، ما أثار حفيظة شركات الأدوية.

ووجه غيبريسيوس خلال الأيام الأخيرة انتقادات للسلطات الصينية بسبب إجراءاتها للحد من انتشار كورونا في بعض المناطق، والتي اتخذت طابعا قسريا، كما حصل في شنغهاي، وذكر أن استراتيجية "صفر كوفيد" تعد "طريقة غير مستدامة" ويجب تغييرها.
وواجهت المنظمة في ذروة الجائحة أسوأ أزماتها، حين اتخذ الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، قرار الانسحاب منها، وهو القرار الذي ألغاه الرئيس الحالي، جو بايدن.
وكرر مدير المنظمة انتقاداته لتعامل الدول الغنية مع كورونا ومتحوراته، وأرجع تفاقم الإصابات إلى ما أطلق عليه "سياسات احتكار اللقاح"، واعتبرت المنظمة أن "أنانية قومية" مورست لتكديس اللقاحات، مما تسبب في حرمان المجتمعات الأقل ثراء من تطعيم شعوبها بنفس القدر الذي حصل في أوروبا.

وشهدت فترة ولاية غيبريسيوس الأولى (2017- 2022) الكثير من الانتقادات والاتهامات حول شبهات فساد، وبيروقراطية، وخلال المؤتمر السنوي العام في جنيف، تعهد غيبريسيوس بتطبيق برنامج إصلاح شامل، أطلق عليه اسم "الكتاب الأبيض حول مستقبل منظمة الصحة العالمية".

وبقدر ما جلبت له جائحة كورونا من متاعب، فقد لعبت دوراً في ترجيح حظوظ إعادة انتخابه، تقول نائبة الرئيس التنفيذي لمركز التنمية العالمية في واشنطن، أماندا غلاسمان، لمجلة "نيتشر"، إنه "لا يمكن تغيير القيادة أثناء الحرب".

ورغم خفوت كورونا، فإن عداد الموت والإصابات المستمر في الصين، وفي كوريا الشمالية ودول أخرى، دفع غيبريسيوس خلال كلمة أمام وفود نحو 200 دولة، إلى التحذير من أن "جائحة كوفيد-19 لم تنته بعد"، مؤكداً على أن المنظمة "يجب أن تكون في قلب النظام الصحي العالمي. ينبغي أن يكون لدينا منظمة أقوى، وذات تمويل جيد".
وجاءت الحرب الأوكرانية لتحتل حيزاً في انشغالات منظمة الصحة، على وقع التحذير من أزمة صحية خطيرة بسبب الحرب، وتأثيراتها على الإمدادات في بقية أنحاء العالم، ثم بدأ انتشار جدري القرود ليضع المزيد من المسؤوليات على المنظمة.

المساهمون