يونيسف: قطاع غزة المدمّر على حافة المجاعة

09 ابريل 2024
حصص غذائية لا تكفي المهجّرين في مدينة غزة، في السادس من إبريل 2024 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- جيمس إلدر من يونيسف يحذر من أن قطاع غزة يواجه مجاعة بسبب الدمار الناجم عن الحرب الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر 2023، مع وصف الوضع بأنه قاسٍ للغاية للفلسطينيين.
- الأمل بوقف إطلاق النار بعد قرار مجلس الأمن في 25 مارس يتلاشى بسبب استمرار القصف الإسرائيلي، خاصة على رفح المعلنة منطقة آمنة، مما أدى لإصابة أطفال.
- يونيسف تصف الوضع في غزة بـ"حرب على الأطفال"، مؤكدة على الحاجة الماسة لوقف إطلاق النار وتنفيذ القرارات الدولية لحماية الأطفال والأسر من المزيد من المعاناة.

حذّر المتحدّث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) جيمس إلدر من أنّ قطاع غزة الذي يسكنه 2.3 مليون فلسطيني على "حافة المجاعة"، فيما يجتاحه الدمار الذي خلّفته الحرب الإسرائيلية عليه المتواصلة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وأوضح إلدر، في تصريح لوكالة الأناضول، أنّ "الفلسطينيين يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة في ظلّ ظروف قاسية جداً".

وأشار المتحدّث الأممي إلى أنّه "كان ثمّة أمل كبير بوقف إطلاق النار بعد قرار مجلس الأمن الدولي" الصادر في 25 مارس/ آذار الماضي. يُذكر أنّ الولايات المتحدة الأميركية كانت قد امتنعت عن التصويت على هذا القرار، في حين أنّها كانت تلجأ إلى حقّ النقض أو الفيتو في خلال جلسات سابقة في السياق نفسه. وبيّن إلدر أنّ موضوع "وقف إطلاق النار كان محور كلام الناس في كلّ الأماكن التي قصدتها في قطاع غزة، وكانوا يتوسّلون تحقيقه. لذلك، كان ثمّة أمل، لكنّ هذا الأمل سحقه دويّ القنابل".

وقال إلدر إنّ بعد يومَين فقط من قرار مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار، هاجمت إسرائيل مدينة رفح، الواقعة في أقصى شمال قطاع غزة عند الحدود مع مصر، التي سبق أن أُعلنت منطقة آمنة. أضاف: "كنت في أحد مستشفيات رفح، وكان ثمّة أطفال مصابون بجروح خطرة بسبب القصف"، مؤكداً أنّه "على الرغم من قرار وقف إطلاق النار، فإنّ القصف يستمرّ من دون توقّف طوال اليوم".

ورأى المتحدث الأممي "وجوب وضع هذا القرار قيد التنفيذ"، مشدّداً على أنه "نحن في حاجة إلى ضمان وقف إطلاق النار كي يعلم الأطفال والأسر الذين تحمّلوا هذا الألم على مدى أشهر أنّهم سيتمكّنون بالفعل من الاستيقاظ في صباح (اليوم التالي)". ويُعَدّ إلدر من أبرز المسؤولين الأمميين الذين تابعوا وقائع الحرب على الأرض وتنقّلوا في أنحاء مختلفة من قطاع غزة المحاصر والمستهدف. وهو حاول، من خلال ذلك، نقل الصورة الأليمة مثلما هي، ولا سيّما من المستشفيات وتجمّعات النازحين ومواقع أخرى.  

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تحدّث، أمس الاثنين، عن "تاريخ محدد" لم يكشفه لاجتياح رفح، من أجل تحقيق ما سمّاه "النصر الكامل" على حركة حماس. وتصرّ إسرائيل على اجتياح رفح بزعم أنّها "المعقل الأخير لحركة حماس"، على الرغم من تحذيرات دولية متزايدة من تداعيات كارثية لأيّ هجوم على رفح التي تؤوي نحو 1.4 مليون نازح فلسطيني من مختلف مناطق القطاع الأخرى.

تجدر الإشارة إلى أنّ إسرائيل أجبرت، في خلال حربها المدمّرة على قطاع غزة، الفلسطينيين في شمال القطاع ووسطه وحتى جنوبه على النزوح إلى أقصى الجنوب، فحشرتهم بالتالي في مدينة رفح المحاذية لمصر. وهي كانت في كلّ مرّة تدّعي أنّ المنطقة التي تشدّد هجومها عليها إنّما هي "معقل حركة حماس"، وهكذا كانت الحال بداية في الشمال الذي عُزل كلياً عن باقي القطاع، ثمّ مناطق في الوسط وبعدها مدينة خانيونس الجنوبية التي انسحبت منها قوات الأحتلال قبل يومَين.

ومنظمة يونيسف، التي تُعنى بشؤون الطفولة وتسعى إلى الحفاظ على حقوق الطفل في العالم، والتي تطالب بوقف العدوان على قطاع غزة منذ الأيام الأولى من الحرب الإسرائيلية عليه المتواصلة منذ أكثر من ستّة أشهر، أفادت في أكثر من مناسبة بأنّ ما يجري "حرب على الأطفال"، محذّرة من تبعات هذه الحرب المدمّرة على الفلسطينيين الصغار. كذلك وصفت المنظمة قطاع غزة بأنّه "أخطر مكان في العالم" يعيش فيه الأطفال.

ولعلّ البيانات التي تصدرها الحكومة في قطاع غزة عن حصيلة شهداء الحرب وجرحاها، والتي تؤكّدها بدورها وكالات الأمم المتحدة، أوضح دليل على أنّ الأطفال أبرز الضحايا. وفي اليوم الـ186 من الحرب، بيّنت أنّ عدد الشهداء ارتفع إلى 33 ألفاً و360 شهيداً، إلى جانب 75 ألفاً و933 جريحاً، فيما يُقدَّر عدد المفقودين بأكثر من ثمانية آلاف، علماً أنّ معظمهم من الأطفال والنساء.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون