يونيسف: عدد أطفال الضفة الغربية الذين قتلهم الاحتلال ارتفع 250% منذ 7 أكتوبر

22 يوليو 2024
أطفال الضفة الغربية ضحايا اعتداءات الاحتلال، 10 يونيو 2024 (جعفر اشتيه/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أفادت يونيسف بأن إسرائيل قتلت طفلاً فلسطينياً كل يومين في الضفة الغربية منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر 2023، بزيادة 250% مقارنة بالأشهر التسعة الأولى من العام.
- المديرة التنفيذية ليونيسف، كاثرين راسل، أشارت إلى تدهور الوضع مع تصاعد الأعمال العدائية، حيث يتعرض الأطفال للعنف في طريق عودتهم من المدارس أو في الشوارع.
- التوترات المتصاعدة أثرت سلباً على الصحة النفسية والبدنية للأطفال، ويونيسف دعت إلى إنهاء الانتهاكات الجسيمة بحق الأطفال والامتثال للقانون الدولي.

أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بأنّ إسرائيل قتلت طفلاً فلسطينياً واحداً كلّ يومَين في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وذلك منذ بداية الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وأوضحت، في تقرير أصدرته اليوم الاثنين، أنّ ذلك يُترجَم زيادة بنسبة 250% في عدد الأطفال الفلسطينيين ضحايا الاحتلال في الضفة الغربية. أضافت منظمة يونيسف أنّ 143 من أطفال الضفة الغربية قُتلوا، منذ أكتوبر الماضي، الأمر الذي يمثّل تزايداً يعادل ضعفَين ونصف ضعف مقارنة بالأشهر التسعة الأولى من عام 2023 عندما قتل الاحتلال 41 طفلاً فلسطينياً في الضفة الغربية.

وإلى جانب هؤلاء الشهداء من أطفال الضفة الغربية الذين استهدفهم الاحتلال، بيّنت منظمة يونيسف أنّ أكثر من 440 طفلاً فلسطينياً هناك "أُصيبوا بذخائر حيّة" في الفترة التي تبعت السابع من أكتوبر 2023، وذلك مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، تزامناً مع الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزة. وأوضحت الوكالة التابعة للأمم المتحدة أنّ "هذه الأرقام تثير قلقاً عميقاً بشأن الاستخدام غير الضروري والمفرط للقوّة ضدّ هذه الفئة (الأطفال) الأشدّ ضعفاً".

وفي التقرير الأممي الذي تناول "الخسائر في الأرواح بين أطفال الضفة الغربية"، أفادت المديرة التنفيذية لمنظمة يونيسف كاثرين راسل بأنّ هؤلاء الصغار "تعرّضوا لعنف فظيع طوال سنوات"، مشيرةً إلى أنّ "الوضع تدهور بشدّة بالتزامن مع تصاعد الأعمال العدائية في قطاع غزة". وتحدّثت راسل عن "أطفال فلسطينيين يُحتجَزون في طريق عودتهم من مدارسهم إلى منازلهم، أو يتعرّضون لإطلاق الرصاص فيما يسيرون في الشوارع"، مشدّدةً على "وجوب توقّف هذا العنف الآن".

وبحسب ما شرحته منظمة يونيسف، في التقرير نفسه، فإنّ أرقام الخسائر في الأرواح شملت عشراً من محافظات الضفة الغربية البالغ عددها 11 محافظة، وقد سُجّل أكثر من نصف عمليات القتل في جنين (شمال) وطولكرم (شمال غرب) ونابلس (شمال). أضافت المنظمة أنّ تلك المناطق شهدت، في العامَين الماضيَين، تزايداً في العمليات الإسرائيلية العسكرية لفرض قوانين الاحتلال.

خوف بين أطفال الضفة الغربية

في سياق متصل، لفتت منظمة يونيسف إلى أنّ التوترات المتصاعدة في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، كانت لها آثارها السلبية على الصحة البدنية وكذلك النفسية، بالنسبة إلى آلاف الأطفال وأسرهم، إذ صار هؤلاء يعيشون في ظلّ خوف يومي على حياتهم. وقد أقرّ أطفال كثر، رصدتهم المنظمة، بأنّهم يشعرون بالخوف من التنقّل في أحيائهم أو التوجّه إلى مدارسهم.

ولم تخفِ الوكالة الأممية أنّ أطفال الضفة الغربية كانوا معرّضين أصلاً لأعلى مستويات العنف منذ 20 عاماً قبل السابع من أكتوبر 2023. وتابعت أنّ هؤلاء تأثّروا بشدّة بالقيود المفروضة على الحركة والتنقّل التي عطّلت حياتهم اليومية. وجدّدت دعوتها "كلّ الأطراف لإنهاء كلّ الانتهاكات الجسيمة الإضافية بحقّ الأطفال ومنعها"، بما في ذلك القتل والإصابة بجروح، لافتة إلى "وجوب امتثال الأطراف بالتزاماتهم إزاء حماية الأطفال بموجب القانون الدولي".

بالنسبة إلى المديرة التنفيذية لمنظمة يونيسف، فإنّ الكلفة الحقيقية لما يجري "تُقاس بأرواح الأطفال الذين إمّا فقدوا أرواحهم وإمّا تغيّرت حياتهم إلى الأبد من جرّاء العنف". وشدّدت راسل على أنّ "ما يحتاجه الأطفال هو إنهاء العنف والتوصّل إلى حلّ سياسي دائم لهذه الأزمة كي يتمكّنوا من تحقيق كامل إمكاناتهم بسلام وأمان".

في الإطار نفسه، كانت المديرة الإقليمية لمنظمة يونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أديل خضر قد أفادت، في أواخر ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، بأنّ المعطيات المتوفّرة تبيّن أنّ عام 2023 هو "أكثر الأعوام دموية على الإطلاق" بالنسبة إلى أطفال الضفة الغربية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية، وذلك مع وصول العنف إلى "مستويات غير مسبوقة". وأشارت خضر، في تصريح صحافي حينها، إلى أنّ أعمال العنف أسفرت عن 124 طفلاً فلسطينياً منذ بداية 2023.

وأكدت خضر أنّ أطفال الضفة الغربية يعانون من "العنف الطاحن منذ سنوات عديدة، ومع ذلك فقد زادت شدّة هذا العنف بصورة كبيرة" منذ السابع من أكتوبر 2023. وشدّدت على أنّ "الانتهاكات الجسيمة ضدّ الأطفال، ولا سيّما القتل والتشويه، أمر غير مقبول"، لافتةً إلى أنّ منظمة يونيسف تحثّ على "التقيّد بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان وحماية الأطفال من العنف المرتبط بالنزاع وحماية حقهم الأساسي في البقاء على قيد الحياة".

المساهمون