"يونيسف": حرب السودان كارثة ضحاياها 24 مليون طفل

12 يناير 2024
14 مليون طفل بحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة في السودان (عمر أردم/ الأناضول)
+ الخط -

حذّرت ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في السودان مانديب أوبريين من أنّه في حال استمرّت الحرب بين الطرفَين المتنازعَين على السلطة، الجيش و"قوات الدعم السريع"، فإنّ "كارثة جيلية" سوف تقع في البلاد، والأطفال هم أوّل ضحاياها.

وفي مقابلة مع وكالة "فرانس برس"، أكدت أوبريين أنّ "النزاع في السودان يعرّض صحّة 24 مليون طفل للخطر، وبالتالي مستقبل البلاد، الأمر الذي قد تترتّب عنه عواقب وخيمة للمنطقة بأسرها".

وأضافت المسؤولة الأممية أنّ "مستقبل البلاد في خطر، إذ إنّ نحو 20 مليون طفل لن يلتحقوا بالمدارس هذا العام، في حال لم يحصل تحرّك سريع".

أطفال السودان: 3.5 ملايين نازح ولاجئ 

وكانت الحرب التي اندلعت في منتصف إبريل/ نيسان 2023 بين قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قد خلّفت أكثر من 12 ألف قتيل، وفقاً لإحصاء متحفّظ جداً، بحسب تقديرات منظمة "أكليد" غير الحكومية المتخصّصة في متابعة ضحايا النزاعات المسلحة.

كذلك، أدّت الحرب المتواصلة منذ نحو تسعة أشهر إلى نزوح ولجوء أكثر من سبعة ملايين شخص، وهي "أكبر أزمة نازحين في العالم"، بحسب الأمم المتحدة.

وبيّنت أوبريين أنّ من بين هؤلاء النازحين واللاجئين 3.5 ملايين طفل، مشيرة إلى أنّ "14 مليون طفل بحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة" في السودان الذي يبلغ عدد سكانه 48 مليون نسمة، وقد طاولت الحرب فيه معظم المناطق.

وقبل الحرب الأخيرة، كان سوداني واحد من بين كلّ ثلاثة يعاني من الجوع، في حين أنّ سبعة ملايين طفل لم يكونوا ملتحقين بالمدرسة، خصوصاً في المناطق الريفية حيث يعيش أكثر من ثلثَي سكان البلاد.

وقد أتت الحرب لتُضاف إلى المشكلات التي يعاني منها السودان، ثالث منتج للذهب في أفريقيا، بفعل سنوات من النزاعات المتكرّرة، علماً أنّ ثورة شعبية في عام 2019 أنهت نظام الرئيس السابق عمر البشير.

واليوم، قالت أوبريين إنّ "ملايين الأطفال معرّضون للموت والإصابة والتجنيد (في العمل المسلح) والعنف والاغتصاب".

قضايا وناس
التحديثات الحية

7.4 ملايين طفل محرومون من مياه الشرب

ولا تكفّ وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية عن التحذير من استخدام الأطفال كجنود في السودان، إذ إنّ المليشيات القبلية جنّدت الأطفال للمشاركة في القتال منذ زمن طويل.

وأوضحت المسؤولة الأممية أنّ مع التدمير شبه الكامل للبنية الأساسية في السودان والهجمات على المنظمات الإنسانية ونهب مستودعاتها، حرم "7.4 ملايين طفل من الحصول على مياه الشرب النظيفة. كذلك فإنّ أكثر من 3.5 ملايين طفل معرّضون للإصابة بأمراض مرتبطة بظروف النظافة الصحية مثل الكوليرا" التي أدّت بالفعل إلى وفاة العشرات في البلاد خلال الأشهر الأخيرة.

بالنسبة إلى أوبريين، "من غير الممكن تخيّل التأثير على الأطفال"، علماً أنّ منظمة يونيسف كانت قد أفادت، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بأنّ "700 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد و100 ألف آخرين في حاجة الى علاج من سوء التغذية الحاد المصحوب بمضاعفات صحية".

أمّا الأطفال المتوقّعة ولادتهم، فهم كذلك في خطر. وقالت ممثلة منظمة يونيسف في السودان إنّ "1.3 مليون طفل سوف يولدون في عام 2024 الجاري، ولا بدّ من توفير دعم للأمهات"، في حين أنّ المستشفيات بغالبيتها خارج الخدمة.

وفي تقريرها السنوي الذي نشرته أمس الخميس، دانت منظمة هيومن رايتس ووتش "الانتهاكات الكثيفة" لحقوق المدنيين في السودان من قبل طرفَي النزاع، مشيرة خصوصاً إلى "الإفلات من العقاب" الذي أدّى إلى "دوّامات عنف متكرّرة" منذ 20 عاماً.

كذلك، دانت المنظمة الحقوقية سياسة الكيل بمكيالَين، مشيرة إلى أنّ "الحكومات الغربية رفضت في البداية دعم آلية تتيح نظاماً للمحاسبة في السودان، لأنّها لم تكن تريد أن تمنح لا الجهد ولا الموارد نفسها التي خصّصتها لآلية مماثلة في أوكرانيا".

وكلّ هذا يأتي في غياب أيّ أفق للسلام، وفي غياب مفاوضات بين الطرفَين المتحاربَين.

(فرانس برس)

المساهمون