يونيسف تدعو إلى منع استشهاد مزيد من أطفال غزة

10 مايو 2024
فلسطينيون صغار وسط الدمار في رفح جنوبي غزة، التاسع من مايو 2024 (هاني الشاعر/ الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- يونيسف تحذر من "حرب على الأطفال" في غزة، مع تأكيدات على أن الأطفال والنساء يشكلون ما بين 70 و75% من الضحايا، مما يجعل الوضع في غزة خطيرًا بشكل خاص على الأطفال.
- الأزمة الإنسانية في رفح تتفاقم، مع معاناة الأطفال من إصابات، أمراض، إعاقات، سوء تغذية، وصدمات نفسية، ويونيسف تؤكد على الحاجة الماسة لوقف إطلاق النار وتوفير الدعم النفسي.
- تحذيرات من نفاد المخزونات الغذائية وتدهور الأوضاع الإنسانية والصحية بشكل كبير في الأيام المقبلة، مع إغلاق المعابر وتدمير البنية التحتية، مما يزيد من حدة الأزمة.

بينما تمضي إسرائيل في اجتياح رفح الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، منذ السادس من مايو/ أيار الجاري، شدّدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) على وجوب الحؤول دون وقوع مزيد من الشهداء بين أطفال غزة المستهدفين بالحرب القائمة على الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، في حين توقّعت نفاد المخزونات الغذائية في الجنوب في خلال أيام فقط.

وكانت منظمة يونيسف قد وصفت العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ الأيام الأولى منه، بأنّه "حرب على الأطفال"، كذلك أكدت وكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة. وفي السياق نفسه، عدّت منظمة يونيسف القطاع المحاصر والمستهدف "المكان الأخطر في العالم في ما يخص الأطفال". وتأتي البيانات الخاصة بضحايا الحرب الإسرائيلية لتؤكد ذلك، فالأطفال يمثّلون نحو نصف أعداد الشهداء والجرحى والمفقودين. وبحسب آخر البيانات الصادرة أمس الخميس، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة بأنّ حصيلة الضحايا وصلت إلى 34 ألفاً و904 شهيد إلى جانب 78 ألفاً و514 جريحاً وأكثر من 10 آلاف مفقود، علماً أنّ ما بين 70 و75 في المائة منهم أطفال ونساء.

أطفال غزة ضحايا إسرائيل

ويأتي الخوف على الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة، خصوصاً في رفح، إذ إنّ من شأن الاجتياح الإسرائيلي أن يؤدّي إلى انقطاع الكهرباء عن حاضنات الأطفال الخدّج، إلى جانب إصابة صغار بالتجفاف أو اضطرارهم إلى شرب مياه غير مأمونة. تُضاف إلى ذلك توقّعات بفيضان مياه الصرف الصحي، الأمر الذي من شأنه زيادة انتشار الأمراض التي تصيب خصوصاً الفئات الأكثر هشاشة، والأطفال من بينها.

كذلك، تخشى منظمة يونيسف على أطفال غزة في رفح، ولا سيّما أنّ مئات الآلاف منهم مصابون من جرّاء القصف الإسرائيلي أو مرضى ومن ذوي الإعاقة أو يعانون سوء التغذية وصدمات نفسية. وترى أنّ هؤلاء جميعاً في حاجة إلى دعم نفسي، وقبل كلّ شيء في حاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار. وفي هذا الإطار، أشار مكتب منظمة يونيسف في الولايات المتحدة الأميركية، في تقرير أصدره في 17 إبريل/ نيسان الماضي، إلى أنّ الأطفال في قطاع غزة يعانون نفسياً وجسدياً، إذ إنّهم اضطروا إلى النزوح بسبب العنف والتهديد المتواصل بالقصف، من دون إمكانية الحصول على غذاء ومياه مأمونة.

تحذير من نفاد المخزونات الغذائية في الجنوب خلال أيام 

وفي ما يتعلّق بتحذير منظمة يونيسف من نفاد المخزونات الغذائية في خلال أيام، يبدو الأمر بديهياً مع إغلاق معبر رفح الذي دمّرت قوات الاحتلال الجانب الفلسطيني منه، وكذلك معبر كرم أبو سالم أمام المساعدات الإنسانية وإمدادات الوقود المخصّصة لقطاع غزة. وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة كاثرين راسل: "حذّرنا على مدى أشهر من معاناة إنسانية كبرى سوف تنجم عن أيّ تصعيد عسكري في رفح، وفي الوقت الراهن نرى ذلك يتحقّق تحت أنظارنا".

وكانت راسل قد وصفت في وقت سابق الوضع في قطاع غزة بأنّه "رهيب"، محذّرة من عواقب فورية في حال استمرار إسرائيل في إغلاق معبرَي رفح وكرم أبو سالم. يُذكر أنّ رفح تؤوي أكثر من نصف فلسطينيي قطاع غزة، نتيجة التهجير المتواصل منذ السابع من أكتوبر الماضي، فهي كانت تُعَدّ المحطة الأخيرة للنازحين الذين هجّرتهم آلة الحرب الإسرائيلية من منطقة إلى أخرى في القطاع المنكوب، ولا سيّما وسط الأوامر التي أطلقتها قوات الاحتلال لإخلاء الشمال ثمّ الوسط والجنوب. واليوم، يصحّ القول أكثر من أيّ وقت مضى إنّه "لا مكان آمناً في قطاع غزة".

(العربي الجديد، قنا، رويترز)

المساهمون