ولايات جزائرية تطالب بتعديل أوقات العمل والدراسة بسبب ارتفاع الحرارة... هل يتحقق ذلك؟

04 يونيو 2022
ولاية أدرار جنوبي الجزائر (دياغوستيني/Getty)
+ الخط -

مع حلول الصيف وارتفاع درجات الحرارة في الجزائر، تطالب مدن وولايات جنوب البلاد الحكومة الجزائرية باتخاذ قرار بتغيير مواعيد العمل والدراسة في هذه الولايات، بسبب وصول الحرارة لدرجات قياسية تعيق مختلف المناحي الحياتية.

وتشهد عدة ولايات في جنوب الجزائر ارتفاعاً قياسياً لدرجات الحرارة في الأيام الأخيرة، ما دفع الديوان الحكومي للأرصاد الجوية، إلى إصدار نشرة خاصة تؤكد تسجيل ارتفاع في درجات الحرارة يتراوح بين 40 و44 درجة مئوية، وقد تصل الحرارة أو تتجاوز 45 درجة في بعض مناطق وولايات الجنوب التي يؤثر فيها ارتفاع الحرارة على العمل وسير الدراسة وعلى مشاركة التلاميذ في الامتحانات الفصلية والرسمية.

وأكد أبوبكر العربي، وهو إعلامي ومنتخب محلي في ولاية أدرار جنوبي الجزائر، أن تعديل المواعيد مشروع وضروري بسبب الظروف المناخية الصعبة في المنطقة، وقال في تصريح لـ"العربي الجديد" إن "الحكومة الجزائرية مطالبة بإعادة النظر في التوقيت الصيفي للعمل والدراسة في الولايات الجنوبية بحكم الارتفاع القياسي الملحوظ في درجة الحرارة، نعتقد أن إقرار بدء العمل من السادسة صباحاً إلى غاية منتصف النهار في الأشهر من إبريل إلى سبتمبر من كل سنة هو مسألة ضرورية".

وأضاف العربي أن ارتفاع درجة الحرارة "يدفع إلى زيادة استهلاك الطاقة، كما تتكبد المؤسسات الحكومية خسائر معتبرة خلال فترة الصيف الطويلة، فبقاء الموظفين بالمؤسسات بعد الزوال من شأنه زيادة استعمال مكيفات الهواء، مع صعوبة في توجه المواطنين إلى الإدارات الحكومية بعد منتصف النهار بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتراجع  نشاط سيارات الأجرة وتوقف النقل الحكومي الحضري، فضلاً عن صعوبة عودة القاطنين منهم خلال فترة الظهيرة لمقرات سكناهم بقرى البلديات البعيدة عن مقر عملهم".

وفي 29 مايو/أيار الماضي وجه 26 نائباً في البرلمان، يمثلون مناطق وولايات الجنوب والصحراء، رسالة إلى رئيس الحكومة، أيمن بن عبد الرحمن، لمطالبته بإصدار مرسوم يقضي بتعديل مواعيد وأوقات العمل في مدن وولايات الجنوب في فصل الصيف، واقترحوا أن يتم اعتماد توقيت إداري جديد من الساعة السادسة والنصف صباحاً، بدلاً من الثامنة، إلى الساعة الواحدة والنصف زوالاً،  في الفترة بين يونيو/حزيران ونهاية سبتمبر/أيلول المقبل، بسبب الارتفاع القياسي لدرجة الحرارة.

واعتبر النواب في رسالتهم أن تعديل المواعيد سيؤدي إلى توفير في "استهلاك الطاقة الكهربائية في الإدارات، خاصة في فصل يشهد انقطاعات متكررة من الكهرباء في مثل هذه الأوقات"، حيث تصبح ذروة الاستهلاك الطاقي.

وتشير توقعات الهيئة بخصوص درجات الحرارة خلال شهر يونيو/حزيران الجاري إلى أن الأجواء ستكون "حارة ودرجات الحرارة ستفوق معدلاتها الفصلية في أغلب المناطق، بسبب الكتل الهوائية الساخنة الناتجة عن التغيرات المناخية والاحتباس الحراري"، ويزيد هذا من مخاوف سكان الجنوب، خاصة مع اقتراب موعد امتحانات البكالوريا والتعليم المتوسط والتخوف من أن تؤثر الحرارة على تركيز التلاميذ، حيث تكون الحرارة في ذروتها، وذلك رغم محاولة السلطات توفير ظروف ملائمة كتكييف حجرات الامتحانات وتوفير المياه الباردة والنقل والإطعام للمشاركين النظاميين في الامتحانات الرسمية للبكالوريا وشهادة التعليم المتوسط.

المساهمون