وقفات تضامنية لأطباء ومستشفيات لبنان: مجزرة المستشفى المعمداني في غزة انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي
تداعت الطواقم الطبية والتمريضية ومستشفيات لبنان، اليوم الأربعاء، إلى تنظيم وقفات تضامنية والوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء في قطاع غزة، واستنكاراً للعدوان الإسرائيلي على المستشفى المعمداني وعلى المستشفيات والطواقم الطبية والإسعافية.
واحتشد أطباء وممرّضو وإداريّو مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت أمام مبناها، بمشاركة الإداريين والأساتذة الأكاديميين والطلاب، إذ ندّدوا بالمجزرة والجريمة النكراء التي ارتكبها العدو يوم أمس الثلاثاء.
وفي اتصال لـ"العربي الجديد"، أوضح الطبيب المتخصص في جراحة العظام ورئيس اللجنة الطبية في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، سعيد صاغية، أن "الوقفة التضامنية ارتكزت على ثلاثة مبادئ عامة، إذ أردنا أن نرفع صوتنا وندين المواقف غير المقبولة من قبل دول تدّعي الديمقراطية وحرية الإنسان وتدافع عن الشعب الأوكراني، في حين أننا نشهد قصفاً للمدنيين من دون أي إدانة دولية. كما نستنكر المجزرة الكبيرة التي حصلت يوم أمس، علماً أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها قصف المستشفيات والقطاع الطبي في غزة، من دون أي محاسبة تُذكر. فقد شهدنا ذلك منذ اليوم الأول وسقط لغاية تاريخه نحو خمسة شهداء من الطاقم الطبي".
وأضاف صاغية: "تندرج وقفتنا التضامنية كذلك دعماً للرئيس السابق لقسم جراحة التجميل في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور غسان أبو ستة، الموجود اليوم في غزة لتقديم المساعدة الطبية، والمعرّض للخطر بأي لحظة".
ودعا صاغية إلى "وقف قصف المدنيين والأجهزة الطبية بشكل فوري، أينما كانوا حول العالم، وأن تتم إدانة ذلك بأشد العبارات" واصفاً مجزرة "المعمداني" بأنها "تذكرنا بمجزرة قانا في لبنان عام 2006 والتي دفعت إلى وقف الحرب بعد الضغوط الدولية". وقال: "لقد طاول القصف أمس مستشفى تابعاً نوعاً ما للكنيسة البريطانية، في حين أن بريطانيا نفسها لم تلتفت لذلك بل تحتجّ على ضرب إسرائيل".
بدورها، شجبت الطبيبة المتخصصة في الأمراض الجرثومية في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، نسرين رزق، المجزرة بحق المستشفى المعمداني، وقالت لـ"العربي الجديد": "الحادثة تتطلب أكثر من استنكار وإدانة للقصف العشوائي الذي يطاول المدنيين في قطاع غزة وللعدوان والعنف المستمر منذ 12 يوماً، إذ لا يتوقف الجيش الإسرائيلي عن تدمير واستهداف جهات مدنية وطبية ومستشفيات وحتى صحافيين، وهي ليست أهدافاً عسكرية، مع العلم أن استهداف المدنيين الأبرياء ليس مسموحاً إنسانياً وغير مقبول أخلاقياً بأي حرب. هناك قواعد للحروب وأعراف واتفاقيات دولية تضمن حماية السكان واللاجئين وجرحى الحروب، لكن للأسف ما من احترام لكل هذه المواثيق العالمية".
وشددت على أنه "من غير المسموح استهداف العاملين في المجال الطبي والصحي والإنساني، إنه انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي. وندعو زملاءنا من كل أنحاء العالم إلى التضامن مع العاملين في القطاع الصحي في غزة الذين يخاطرون بحياتهم لتأدية واجبهم الإنساني".
وكان وزير الصحة العامة في لبنان، فراس الأبيض، ونقابة الأطباء دعوَا إلى اعتصامات منددة بانتهاكات العدو الإسرائيلي وباستهداف المستشفى المعمداني، واصفين ما حدث بـ"جريمة كبرى تندى لها الضمائر وتخالف القوانين الدولية ومقومات القانون الإنساني والطبي، وهي بالتالي إبادة بحق أبناء غزة والشعب الفلسطيني".