وفد طبي جزائري يدخل إلى غزة: كأنها رحلة إلى نهاية العالم

05 يوليو 2024
وصول الوفد الطبي الجزائري إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم، 4 يوليو 2024 (فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **دخول الوفد الطبي الجزائري إلى غزة:** نجح وفد طبي جزائري مكون من خمسة أطباء في دخول غزة عبر معبر كرم أبو سالم، حاملاً مساعدات طبية وأدوية، بهدف علاج المرضى والتخفيف من معاناة الفلسطينيين.

- **التحديات التي واجهها الوفد:** استغرق وصول الوفد أكثر من شهر بسبب صعوبات في التصاريح ومسارات الوصول، وظل ينتظر في معبر رفح منذ 15 مايو/أيار، واصفاً الرحلة بأنها "رحلة إلى نهاية العالم".

- **الوضع الصحي في غزة:** يعاني مستشفى ناصر من نقص حاد في الوقود، مما أدى إلى إيقاف بعض الأقسام، وحذرت وزارة الصحة من توقف المولدات الكهربائية، مما يعرض حياة المرضى للخطر.

نجح وفد طبي جزائري في الدخول إلى قطاع غزة وبحوزته شحنة مساعدات طبية وأدوية، من أجل المساهمة في علاج المرضى، والتخفيف من معاناة الفلسطينيين داخل مستشفيات ترزح تحت ضغط توافد الشهداء ومصابي القصف الإسرائيلي، في ظل نقص المعدات والمستلزمات والطواقم الطبية، نتيجة الحرب الإسرائيلية المتواصلة لليوم الـ273 على التوالي.

وأكد منسق الوفد الطبي فيصل بلجيلالي في حديثه لـ"العربي الجديد": أنّ "الفريق الذي تم إرساله بالتنسيق مع "جمعية العلماء المسلمين" و"جمعية رحمة حول العالم" دخل إلى غزة أمس الخميس عبر معبر كرم أبو سالم. ويضم خمسة أطباء متطوعين، بينهم طبيبان من قسم المستعجلات وطبيب جراحة عامة وجراح أعصاب وطبيب تخدير وإنعاش، إضافة إلى منسق الفريق فيصل بلجيلالي. ويوجد حالياً في مستشفى ناصر في خانيونس جنوب القطاع.

واستغرق وصول الوفد الطبي الجزائري أكثر من شهر حتى يتمكن من الدخول إلى قطاع غزة، بسبب معضلة تأمين مسارات وصول إلى المستشفيات والتصاريح من الجانب الإسرائيلي، إذ ظل ينتظر في معبر رفح فرصة للدخول منذ 15 مايو/أيار الماضي. وكان مقرر أن يدخل الى القطاع في السابع من الشهر نفسه، بعد حصوله على التراخيص اللازمة والترتيبات الدخول، لكن التطورات القائمة في معبر رفح بعد احتلاله من قبل القوات الإسرائيلية حالت دون ذلك.

كأنها رحلة إلى نهاية العالم

ووصف بلجيلالي الوصول إلى غزة "كأنه رحلة إلى نهاية العالم زمانيا ومكانياً، مشاهد تقف الكلمات عاجزة أمام هولها، الوضع صادم حتى لمن كان مدمنا متابعة الأخبار ومشاهدة المقاطع الأليمة فكيف بغيره". وأضاف في تدوينة على "فيسبوك"، "لم أتعرف إلى أناس من شدة الاختلاف بين صورهم الشمسية وصور بروفايلات أخذت قبل الحرب وبين أن ترى الشخص أمامك نحيفا، منهك الملامح، قاتم لون البشرة الجافة.. البنزين بـ 30 دولارا للتر الواحد، طوابير طويلة من أجل دلو ماء.. الكهرباء والماء والإنترنت تذهب وتأتي كل يوم في المستشفى وهي منعدمة خارجه.. أطفال وشباب (جلد على عظم) يطاردون الشاحنات التجارية التي تحمل الماء المعدني (فضلا عن أي شيء آخر) في محيط المعبر، يطاردهم رجال غلاظ مع أسلحة بيضاء ونارية موظفين لدى التجار لحماية البضاعة".

وفد طبي جزائري داخل مستشفى ناصر

وتابع، "نساء ورجال وشيوخ وشباب وأطفال في قسم الطوارئ يتعلقون بأي وافد جديد من العالم الخارجي الذي يزور هذا السجن الكبير.. شيء لا يصدق، بضع عشرة وار من أصل ثمانية ملايير إنسان لا يلبثون أن يغادروا بعد أسبوعين ليأتي بضع عشرة آخرون، ثم يقال لك هذا لا شيء مقارنة بالوضع في الشمال الذي هو أشبه بالزنزانة الانفرادية داخل السجن.. 30 كيلومترا من مستشفى ناصر في خانيونس إلى المستشفى الإندونيسي شمال القطاع تقطع في أكثر من سبع ساعات لعدم وجود ما يشبه الطريق المعبد حرفيا".

 

يذكر أن مستشفى ناصر الرئيسي الوحيد المتبقي الذي يقدم الخدمة للمرضى في محافظتي خانيونس ورفح. وأمس حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف مولداته الكهربائية نتيجة لعدم توفر الوقود اللازم، وأكدت إيقاف العمل في بعض الأقسام داخل المجمع، وناشدت كافة المؤسسات المعنية والأممية والإنسانية بضرورة وسرعة التدخل لتوفير الوقود اللازم لتشغيل المولدات. ومنذ اندلاع الحرب، عمد الجيش الإسرائيلي إلى استهداف مستشفيات غزة ومنظومتها الصحية، وأخرج معظم مرافقها عن الخدمة، ما عرّض حياة المرضى والجرحى للخطر، حسب بيانات فلسطينية وأممية.

المساهمون