استمع إلى الملخص
- البعثات الدبلوماسية التونسية تنسق مع البعثة الصحية لزيارة المستشفيات وحصر المرضى والتائهين، وتناشد الحجيج بطلب العناية الطبية والإعاشة، مؤكدة على المساواة بين الحجيج.
- ردود فعل غاضبة على وفيات الحجيج تدفع لمطالبات بتحقيق في تقصير الجهات المسؤولة وانتقادات لتسفير الحجيج بتأشيرات سياحية، وسط ارتفاع درجات الحرارة وتكلفة الحج المرتفعة.
أعلنت وزارة الخارجية التونسية، اليوم الثلاثاء، أن حصيلة الوفيات بين الحجيج التونسيين وصلت إلى 35 حاجاً، بينهم 30 حاجاً دخلوا الأراضي السعودية بتأشيرات سياحية أو في إطار زيارة أو عمرة، بينما توفي 5 آخرون من بين الحجيج المسجلين ضمن القوائم الرسمية لموسم الحج. وأكدت الوزارة في بيان نشرته على صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، أن البيانات الواردة من القنصلية العامة التونسية في جدة أكدت وفاة 35 من الحجيج التونسيين. كما بدأت البعثات الدبلوماسية التونسية في الرياض وجدة بالتواصل مع عائلات الحجيج لإتمام إجراءات دفنهم.
وفي سياق متصل، قامت البعثة القنصلية بالتنسيق مع رئيس البعثة الصحية التونسية بزيارات لعدد من المستشفيات في منطقة مكة المكرمة لحصر عدد المقيمين من المرضى والتائهين. وناشدت الخارجية التونسية كافة "الحجيج التونسيين القادمين عن طريق تأشيرات السياحة أو الزيارة أو العمرة، الذين يتواجدون في المخيمات بالمشاعر المقدسة، لطلب العناية الطبية والإعاشة"، مؤكدة على "مبدأ المساواة بين كافة المواطنين بغض النظر عن طريقة قدومهم إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك الحج".
وتزايدت ردود الفعل الغاضبة على شبكات التواصل الاجتماعي بعد أنباء عن وفيات وفقدان ذويهم من الحجيج، مما دفع مجموعات من المتطوعين من الجالية التونسية في السعودية لمساعدة الأسر في البحث عن ذويهم في المستشفيات. وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، دعا رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان مصطفى عبد الكبير إلى "فتح تحقيق في تقصير الجهات المسؤولة تجاه الحجيج التونسيين"، مؤكداً "مسؤولية بعثة الحج الرسمية التي يقودها وزير الشؤون الدينية إبراهيم الشايبي، والتي يجب أن تضمن الرعاية الكاملة للحجيج بغض النظر عن نوع التأشيرة التي قدموا بها". وأشار عبد الكبير إلى أن "تسفير الحجيج بتأشيرات سياحية يرقى إلى شبهة الاتجار بالبشر، حيث يُغرر بالحجاج من قبل سماسرة الحج دون أن يكفلوا لهم شروط الإقامة والتنقل اللائق، مما يعرضهم لمخاطر قد تؤدي إلى الوفاة".
وأوضحت وزارة الخارجية التونسية في بيانها أن موسم الحج هذا العام تزامن مع ارتفاع حاد لدرجات الحرارة في مكة المكرمة، ووجود أعداد كبيرة من الحجاج القادمين بتأشيرات سياحية أو عمرة من مختلف الجنسيات، والذين يضطرون للتنقل لمسافات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة.
ورغم عدم إعلان السلطات الرسمية عن العدد المتوقع للحجيج الذين دخلوا الأراضي السعودية بتأشيرات سياحية أو المتخلفين من العمرة، فقد اتسع غضب المواطنين وحزنهم على مواقع التواصل الاجتماعي نتيجة ما آلت إليه وضعية الحجيج الذين لقوا حتفهم نتيجة تعرضهم للشمس الشديدة وضياع العديد منهم. وتشكلت مجموعات على شبكات التواصل الاجتماعي لنشر أخبار وأسماء وصور الحجيج المفقودين وأرقام التواصل مع أسرهم أو المتطوعين في عمليات البحث. كما انتقد النشطاء تكلفة الحج المرتفعة في تونس، والتي تتجاوز 6,300 دولار، مؤكدين أن هذا المبلغ الكبير لا يضمن سلامة الحجيج. ومن المتوقع أن يؤدي 11 ألف تونسي فريضة الحج هذا العام، في إطار البعثة الرسمية التي انطلقت أولى رحلاتها من تونس في 22 مايو/أيار الماضي، ومن المنتظر أن تكون رحلة العودة الأخيرة في 9 يوليو/تموز المقبل.