توفيت طفلة، اليوم السبت، إثر تناولها فطرا ساما في مخيمات خربة الجوز، بريف مدينة جسر الشغور الغربي بمحافظة إدلب، شمال غرب سورية.
وقال الناشط أحمد حمزة لـ"العربي الجديد"، إن "طفلة يبلغ عمرها 10 أعوام توفيت متأثرة بتناولها لأحد أنواع الفطر السام، في مخيم صلاح الدين بمنطقة خربة الجوز غرب إدلب، بعد يومين من تلقيها العلاج في مشفى البرناص بتركيا".
وأوضح حمزة، أن "الطفلة وأربعة من إخوانها أصيبوا بالتسمم يوم الخميس الماضي، وكانت حالتها خطرة، مما دعا الكادر الطبي في مدينة جسر الشغور إلى إرسالها للمشافي التركية، إلا أن حالتها الصحية ازدادت سوءاً وتوفيت صباح اليوم السبت".
ونوه حمزة إلى أن "أشقاءها الأربعة هم الآن بحالة صحية جيدة بعد تلقيهم العلاج والإسعافات في مشفى جسر الشغور الغربي".
وبحسب حمزة، فإن "الطفلة تقيم مع عائلتها في مخيم للنازحين منذ ثلاثة أعوام، وعملت برفقة إخوتها على جلب الفطر من الأحراش القريبة من المخيم".
يُذكر أن "خمسة أشخاص أصيبوا بالتسمم نتيجة تناولهم الفطر السام في مدينة اللاذقية خلال الثلاثة أيام الماضية".
وتعتبر منطقة خربة الجوز من المناطق الحرجية الجبلية التي تنمو فيها عدة أنواع من الفطور، منها السام ومنها الصالح للأكل.
وقال محمد العمر، أحد سكان المنطقة لـ"العربي الجديد"، إن "موسم الفطر يبدأ في هذه الأيام من كل عام، ويبدأ الأطفال الصغار وحتى الرجال بجمعه لهدفين، الأول في سبيل العمل وجمعه ليبيعه في الأسواق، بينما يجمعه آخرون لمنازلهم".
وتنمو في سورية أنواع عدّة من الفطر، وقد أوضح المتخصص فيها أحمد ليلى، لـ"العربي الجديد"، أنّ "أشهر أنواع الفطر السام التي تنبت في سورية، خصوصاً على الساحل السوري، فطر يُعرف باسم الحدرجية، ويتميّز بشكل مخروطي. وفي كلّ عام يتسبّب هذا النوع في تسمّم أشخاص لا يميزون بينه وبين أنواع أخرى غير سامة، ومن الأنواع السامة نذكر فطر الأمانيت الشهير متعدّد الألوان والأشكال والذي يُصنَّف ساماً جداً، وكذلك فطر الموريل الكاذب الذي قد يصل ارتفاعه إلى متر، وهو من الأنواع النادرة، لكنّه ينتشر في المنطقة. ويأتي أيضاً فطر الويب كاب، وهو من الأنواع التي تنمو في الغابات، وفطر كالو بوليتاس الذي ينمو خصوصاً في غابات الصنوبر".
ولفت ليلى إلى أنّ "ثمّة ثقافة عامة في سورية حول الفطر، وأهل الريف يمتلكون خبرة جيّدة للتمييز فيما بينها". ونصح ليلى بالابتعاد عن أنواع الفطر التي تأتي بألوان زاهية وفاقعة، وتلك التي تصدر عنها رائحة تشبه رائحة اللوز المرّ. وشدد على "ضرورة الخضوع لغسل معدة فوراً بعد تناول فطر سام. وإذا كان المصاب بعيداً عن المستشفى، فلا بدّ من أن يتقيّأ مباشرة ويتناول الحليب أو البيض النيئ، فمن شأن هذا أن يساعد في التخلّص من السميّة".