وفاة لبناني أضرم النار في نفسه احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية

16 ديسمبر 2021
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها في لبنان (جوزف عيد/فرانس برس)
+ الخط -

تُوفي العسكري المتقاعد في الجيش اللبناني م.ح.س، اليوم الخميس، في مستشفى رياق في البقاع، بعدما عمد قبل أيام إلى إشعال النار في نفسه بمادة البنزين، في ساحة بدنايل - بعلبك، وذلك احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية.

وأكد مصدرٌ في مستشفى رياق، لـ"العربي الجديد"، وفاة المواطن اللبناني وهو في العقد الخامس من عمره، اليوم الخميس، في غرفة العناية المركّزة متأثراً بالحروق البليغة التي تعرّض لها نتيجة إضرامه النار في نفسه.

وهذه الحادثة ليست الأولى من نوعها في لبنان، ولا سيما في قرى الأطراف، خصوصاً منذ الأزمة الاقتصادية الحادة التي بدأت تعاني منها البلاد أواخر عام 2019، وهي تتفاقم يومياً مع غياب السلطات الكامل عن أداء دورها واتخاذ أيّ إجراء للجم ارتفاع سعر الصرف الجنوني للدولار مقابل الليرة اللبنانية. ما انعكس بشكل كارثي على مختلف القطاعات والفئات، وتُرجم غلاءً فاحشاً وتراجعاً للقدرة الشرائية، وزيادة في معدلات البطالة والفقر والجوع.

وتعاني قرى البقاع من حرمان كبير على مستوى أبسط الخدمات، إن كان في الإنترنت والاتصالات أو المياه والكهرباء التي هي شبه معطّلة منذ فترة، كما تنعدم فيها أبسط حقوق العيش بكرامة والصمود في وجه الأزمة المستشرية.

ويعتبر أهالي البقاع، الذين كانت لهم مشاركة كثيفة في انتفاضة 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019 وعانوا من الممارسات القمعية والتوقيفات التعسفية، أنهم خارج اهتمامات الحكومة اللبنانية التي لا تلتفت إلى أوضاعهم ولا تستمع إلى مطالبهم وصرخاتهم التي تعلو يومياً منددة بتفاقم الأزمة التي تنذر بانفجار اجتماعي قريب. كما حذّروا من تداعيات الجوع والفقر في ظلّ ارتفاع وتيرة جرائم السرقة وعمليات النشل والسلب في المنطقة ككلّ.

وفي ما يخصّ الجرائم، يُسجل في الآونة الأخيرة حصول الكثير من عمليات السطو والسرقة في مختلف المناطق اللبنانية، حتى في وضح النهار وفي الشوارع والأحياء المكتظة، آخرها يوم الثلاثاء، مع تعرّض أحد المصارف في منطقة الزلقا - قضاء المتن الشمالي للسرقة. وجرى تهديد الموظفين في المصرف وسرقة هواتفهم وإطلاق النار في المكان، ما أدّى إلى إصابة نائب المدير في رجله، بيد أنّ عملية سرقة المصرف باءت بالفشل.

وأعلن الجيش اللبناني أنّ دورية تابعة لمديرية المخابرات في منطقة العمروسية - الضاحية الجنوبية، داهمت، الأربعاء، شقة فيها 3 أشخاص يشكّلون عصابة سطو مسلّح، نفذوا عملية السطو على المصرف في الزلقا. وخلال عملية الدهم، تعرّضت الدورية إلى إطلاق نار وحاول اثنان من العصابة الفرار، فعمدا إلى القفز من شرفة الشقة الواقعة في الطابق الخامس، ما أدّى إلى وفاتهما على الفور وتمّ توقيف الثالث. وضبطت الدورية داخل الشقة كمية من المواد المخدّرة والكوكايين وأسلحة حربية وذخائر ودراجتين ناريتين، بالإضافة إلى الأقنعة والقفّازات والملابس التي استُخدمت في عملية السطو.

في هذا الإطار، أعلن وزير الداخلية اللبناني، بسام مولوي، اليوم الخميس، عن قرار اتخذ بتكثيف الإجراءات لمواجهة عمليات السرقة من جهة، ولمكافحة انتشار فيروس كورونا، لا سيما في فترة الأعياد، من جهة أخرى.

وقال مولوي، بعد انتهاء اجتماع مجلس الأمن المركزي، إنّ النقاش تطرّق إلى الأوضاع الأمنية السائدة في البلاد، في ظلّ المشاكل الاقتصادية التي نعيشها، واتخذ قرارات وتدابير لحماية أمن المواطنين. وتقرّر تكثيف الحواجز واتخاذ كافة الإجراءات بالتعاون مع جميع الأجهزة الأمنية لمنع عمليات السرقة والنشل والجرائم التي تتكرّر ليلاً ونهاراً، وتقلق المواطنين وتتسبّب في إرباك الوضع العام.

وأكّد مولوي أنّ المجرمين والسارقين ومفتعلي المشاكل، سوف يلاحقون ويصار إلى توقيفهم، فالمناطق اللبنانية لا تستقبل المجرمين ولا الفارين.

وشدّد وزير الداخلية على أنّ الإجراءات الأمنية ستتكثف في فترة الأعياد، للحدّ أيضاً من انتشار فيروس كورونا، لا سيما أنّ الوضع الصحي بات مقلقاً، والوضع الاستشفائي ليس على قدر كافٍ من الجهوزية.

المساهمون